الرأي

تطلعات العمال في «عيد العمال»

منذ سنوات أقرت مملكة البحرين الواحد من مايو إجازة رسمية تحت مسمى «عيد العمال»، وذلك تقديراً لجميع العاملين في القطاعات الحكومية والخاصة.

إيجابي جداً ما نراه سنوياً من احتفالات تقام بهذه المناسبة وما تتضمنه من عمليات تكريم وتقدير لكثير من العاملين في مختلف القطاعات. وكذلك ما يميز هذا اليوم هو تعبير العمال عن أنفسهم وعن تطلعاتهم ومشاركة همومهم من خلال الكلمات التي يتم إلقاؤها والتصريحات التي يدلون بها، والتي تنال حيزاً كبيراً من الاهتمام لدى وسائل الإعلام المختلفة.

في هذه المناسبة ستجدون تصريحات عديدة من جهات رسمية وأهلية معنية بيوم العمال، وتأثير العمال على اقتصاد البلد، وأيضا ستجدون توصيات عديدة بشأن ضرورة الاهتمام بالملفات المرتبطة بهم، والتي يفترض أنها تتوافق مع تطلعاتهم.

في الخطابات التي يلقيها ممثلو العمال والنقابات المعتمدة في البحرين، سنجد تفاصيل مهمة يتحدث فيها «أهل الاختصاص» من العمال بشأن ما ينبغي إصلاحه وتطويره، وكذلك ما يتطلعون إلى تحقيقه من مكاسب أكثر للأفراد، وكذلك ما يتطلعون إليه من عمليات للارتقاء وتطوير بيئات العمل.

لذلك نقول إن في طيات ما يعبر عنه العمال فرصاً كبيرة وعديدة للتطوير والتحسين، وكذلك فيها تحديات مهامة من شأنها تحقيق الرضا الوظيفي وإسعاد الموظفين في مواقع عملهم، والذي بدوره سينعكس إيجابا على الحركة التنموية للبلد، وهذا هو المطلوب.

التصريحات الرسمية بشأن نسبة العمال البحرينيين في القطاع الخاص تقول إننا وصلنا إلى نسبة 70%، وأن كثيراًُ من البحرينيين العاملين في هذا القطاع يتبوؤون مناصب إدارية إشرافية رفيعة، وهي نسبة مرتفعة بالتأكيد، لكن يظل السؤال المهم بشأن باقي النسبة، والتي يفهم أنها تشغل من قبل الأجانب العاملين لدينا في القطاع الخاص.

هذا يعني أن لدينا من ضمن التحديات في اتجاه تغليب العمالة الوطنية والبحرنة، لدينا نسبة إحلال تمثل الثلث من عدد القوى العاملة، وهو ما يعني وجود فرص للبحرينيين للحلول محل الأجانب في عديد من المواقع، وهو ما يتطلب مسحاً لهذه الوظائف وإيجاد البديل الوطني لها. وإن كانت بعض المواقع تتطلب اختصاصات معينة، فإن البحرين بما خطته في مجالات التعليم والتطوير والتأهيل قادرة بالتأكيد على تأهيل البحرينيين القادرين على شغل هذه المواقع. العملية كلها تحتاج إلى رغبة تواكبها سرعة لتحقيق ذلك.

ملفات عديدة يتطرق إليها العمال، وهنا الأمل أن يكون مقابلها استماع جيد وتحرك إيجابي للتعامل معها، إذ في النهاية صلاح مواقع العمل وتحولها إلى بيئة مثالية، يعني في معادلة بسيطة تحقيق رضا الموظف المواطن ودفعه للإنتاج والاجتهاد.

هنا النقطة المهمة التي نؤكدها دائماً، إذ البحريني دائماً تجده كفاءة وذا طاقة راغبة في العطاء والإنجاز، طالما أنه يعمل براحة نفسية، وفي وسط مثالي نموذجي يحفظ له حقوقه مقابل التزامه بواجباته، ووسط يحرص دائماً على الاستماع له وحل كل معوقات تواجهه.

عيد عمال سعيد، نتطلع فيه إلى تحقيق كافة تطلعات عمال البحرين المجتهدين، ونتطلع أيضا إلى أن ترتفع نسبة الـ70% لتصل إلى درجة الكمال بشأن البحرنة ومنح المواطن المؤهل الثقة ليكون بديلا للأجنبي.