الرأي

مركز 'دراسات'.. والتاريخ مرآة الحاضر

لقد كان لي الحظ في تلبية الدعوة الكريمة للغبقة الرمضانية التي اعتاد مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة «دراسات» تنظيمها. ويعتبر هذا التجمع أو التقليد السنوي فرصة للتعرف على إنجازات المركز خلال العام وأيضاً فرصة مماثلة للالتقاء بشركاء الإنجاز وتكريمهم حيث يعتبر لفتة طيبة من المركز لشكر القائمين على تلك الإسهامات وتعزيز روح التعاون والبناء المستمر ودعم القضايا الوطنية في مملكة البحرين.

وهذه المناسبة الرمضانية والأخوية والاحتفائية تضمنت كلمة لسعادة الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة رئيس مجلس أمناء «دراسات» والذي بداية شكر الحضور الكريم على تواجده ومن ثم أشاد وأثنى على شركاء النجاح الذين يبذلون قصارى جهدهم بكل تفانٍ وحب وذلك كي يتمكن المركز في أن يحقق أهدافه والتي تنسجم انسجاماً كلياً مع رؤية المملكة من ناحية الأبحاث والدراسات والتي من شأنها أن ترفع الراية العلمية للمملكة عالياً.

إضافة إلى أنه قام سعادته بذكر جملة من الإنجازات التي حققها مركز «دراسات» وأبرزها، أن المركز تمكّن من إطلاق تقرير «حالة المدن العربية 2022»، الذي تم إعداده بالتعاون بين مركز «دراسات»، والمكتب الإقليمي للدول العربية لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية «موئل»، بما يؤكد مُجدداً ثقة المنظمات الدولية في «دراسات» كشريكٍ فكريٍ إقليميٍ لإنجاز تقاريرٍ ذات مستوى رفيعٍ. كما يحرص المركز على توظيف ما يملك من خبرات لتقديم الدعم والتعاون مع مختلف المؤسسات الوطنية في سبيل الارتقاء وتحقيق الأهداف الإنمائية. وإضافة إلى ذلك وبهدف دعم النشاط العلمي فقد أطلق المركز مشروع «داعم» وذلك بهدف دعم النشاط العلمي للباحثين البحرينيين الحاصلين على درجات علمية عليا والاستفادة من دراساتهم وبحوثهم العلمية المتصلة بمملكة البحرين. ولم يغفل مركز «دراسات» من تعزيز اهتمامه بالدراسات التاريخية وأعلن سعادته في تلك المناسبة عن إصدار المركز لطبعة جديدة من كتاب التحفة النبهانية في تاريخ الجزيرة العربية لمؤلفه محمد بن خليفة النبهاني رحمه الله الذي يعتبر من أهم المصادر التي تناولت تاريخ البحرين الحديث، الذي شكله آل خليفة الكرام، وقادتهم المخلصون والأفذاذ بوصفهم نموذجاً يُقتدى به، وتجربةً تستحق القراءة والاهتمام من المُخلصين الذي يسعون لخدمة مجتمعهم والارتقاء به.

وما لفتني الأنغام الفيروزية من أوتار قيثارة العازفة الرائعة سيلفيا سعد والتي صدحت في أرجاء قلعة البحرين «منطقة السيف» حيث موقع الفعالية وذلك انعكاس جميل لعنوان الجمعة التي كنا بها، وأن ما نحن عليه اليوم ما هو إلا توليفة متميزة من عراقة الماضي وإشراقة المستقبل.

لذا فكل شكري وتقديري إلى مركز «دراسات» وكل القائمين عليه حيث يعتبر إحدى الواجهات العلمية والفكرية والبحثية الذي نفتخر بتواجده في مملكة البحرين.