الرأي

بين حنايا الماضي وربوع الحاضر.. يُخطّ المستقبل

بين حنايا كُثْبان الماضي، وفي قرار أعلى كَثيب موقعٍ يضرب عمقاً في أغوار تاريخ مملكة البحرين، حيث تراكمت فيه طبقات من مرايا حضارات متعاقبة، وحقبات متتالية تربّعت لعصور على شاطئ كان بوابتها ومرفأها، أقام مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة «دراسات» تظاهرة تراثية تاريخية بمتحف موقع قلعة البحرين تحت عنوان «التاريخ مرآة الحاضر».

لقد جمعت التظاهرة بين، إقامة غبقة رمضانية وهي فعالية متأصلة في الإرث الثقافي من عادات وتقاليد أورَثها المجتمع البحريني وتبنّتها مؤسسات المجتمع المدني، وبين فعالية احتفاء بإصدار جديد لكتاب «التحفة النبهاني في تاريخ الجزيرة العربية» للشيخ محمد بن خليفة النبهاني، وهو إصدار لكتاب يُعد من أول إصدارات المراجع نشأة وتاريخ البحرين، في تناغم متكامل، بين فحوى التّظاهرة وعنواها، ومحتوى فعالياتها وكذلك طبيعة ورمزية مكان إقامتها، الأمر الذي عكس العلاقة الارتباطية بين الحاضر والماضي، فالحاضر هو نتاج الماضي، فمن خلال الماضي يخطّ تاريخ الشعوب، وتاريخها تنعكس سطوره في حروف تدوين حاضرها.

أهمية نقلها ووثقها مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة «دراسات» من خلال هذه الفعالية التي أقامها وحرص على الاحتفاء خلالها بشركاء الإنجاز بما يصنع التاريخ في ربوع مملكة البحرين، وتكريم الباحثين الذين ساهموا في عمل المركز خلال العام الماضي، والتعاون مع فريق البحث على النحو الذي انعكس في النقلة النوعية في عمل وإنتاج المركز، الذي ينشر أوراقاً بحثية في مختلف المجالات الاقتصادية والاستراتيجية والطاقة والتاريخ. وقد تُوِّج هذا الاحتفاء بكلمة ترحيبية أشاد فيها الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة رئيس مجلس أمناء مركز دراسات، بجهود كل الأطراف المعنية بالبحث، وكذلك المؤسسات المعنية بآثار وتاريخ وتراث مملكة البحرين، وإسهامات عمل فريق مركز دراسات، منوّهاً بأنّ إصدار مركز دراسات لكتاب «التحفة النبهاني في تاريخ الجزيرة العربية» للشيخ محمد بن خليفة النبهاني، يأتّي من العناية التي يوليها المركز لتوثيق ونشر الروايات والإصدارات التاريخية الوطنية المعنية بمملكة البحرين.