الرأي

وجهة نظر خشنة في فعاليات 'يوم القدس'

معاودة بعض الناس في بعض الدول الخروج إلى الشوارع في يوم محدد من العام للتعبير عن تضامنهم مع القضية الفلسطينية وإقامة المهرجانات الخطابية وما شابه أمر قليل التأثير، والأكيد أن هذا النشاط لا يؤدي إلى تحرير فلسطين. كل الذي ينتج عن هذه الفعاليات شعور الذين يشاركون فيها بأنهم لم يسكتوا وأنهم قاموا «بواجبهم» تجاه فلسطين والقدس والمسجد الأقصى.

هذا كلام خشن وموجع وقد لا يقبل به الكثيرون لكنه واقعي، والدليل أن هذا النشاط يتكرر في كل عام منذ عدة عقود ولم يحقق مفيدا، بل إن الواقع يقول إنه حتى لو تكرر النشاط نفسه بزخم أكبر في الجمعة الأخيرة من كل شهر فإنه سيوصل إلى النتيجة نفسها.

فلسطين لا تتحرر بهكذا نشاط، والقدس لا تعود ببيانات الشجب والاستنكار والإدانة ولا بجعل الأطفال يرسمون المسجد الأقصى والملثمين وهم يواجهون الدبابات بالحجارة.

الواقع لا يوفر سوى خيارين، المواجهة العسكرية «وهذا أمر يصعب ضمان تحقق النصر فيه حتى لو شاركت فيه معظم أو كل الدول العربية والإسلامية؛ لأن الحسابات تؤكد أن الجيش الإسرائيلي المدعوم أمريكياً هو الأقوى، وهو ما تبين من مواجهات سابقة كثيرة»، أو الانخراط في عملية السلام «وهذه قد تؤدي إلى أن يحصل الفلسطينيون على حقوقهم ولو بعد حين» ولكنها تحتاج إلى كثير من الصبر وكثير من التأييد، وهو ما اختارته العديد من الدول العربية في السنوات القليلة الماضية عندما قررت إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل أملا في دفعها إلى الانخراط في عملية السلام بجدية.

القول إن عدم الخروج في مسيرات في آخر جمعة من شهر رمضان المبارك يؤدي إلى «انحسار يطمع العدو بالاستمرار والتوسع في عدوانه» وإنه وإن «غصت الساحات بأبناء الأمة رجالا ونساء، شيباً وشباناً وتدوي صرخات الجهاد ليعرف العدو من يواجه وأي شيء ينتظر فإن إسرائيل ستضعف» فهذا قول عاطفي وبعيد عن الواقع.