الرأي

طموحات رمضانية.. الإقلاع عن الرغبات والشهوات

يعتبر صيام شهر رمضان فرضاً فرضه الله على المسلمين، وهو ركن من أركان الإسلام، فالصيام عبارة عن امتناع المسلم عن الاستجابة لشهواته ورغباته، وهو عبادة تتطلب تدريباً للنفس على ضبط رغباتها وشهواتها والتحكم فيها، ليسيطر العقل على النفس، فيزداد تفعيل دور العقل في ضبط رغبات النفس. وما سمي العقل بهذا الاسم إلا لأنه يضبط شهوات الإنسان ويمنعها من السيطرة على سلوكه، وهي كلمة تعني في اللغة، الربط، فيقال عقل الناقة أي ربطها، ومنها كلمة العقال الذي يربط به الرأس. وقد جعل الله الإنسان مخيراً فإما يعطي المجال لغلبة عقله على رغباته، وإما يعطي المجال لغلبة شهواته على عقله، ومن هنا يكون حساب الله تعالى للإنسان فإن غلب عقله فاز بالجنة وإن غلب شهواته هلم في النار، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «حفت النار بالشهوات وحفت الجنة بالمكاره».

وفي صيام شهر رمضان تدريب وترويض للإنسان لأن يغلب عقله على شهواته، وهذا التدريب لا يقتصر على فعل الصيام فقط بل يمتد لأفعال وأعمال أخرى، إذ يكثر المسلم من العبادات في هذا الشهر الفضيل كالاعتكاف في المساجد، وكثرة قراءة القرآن، والإكثار من الصدقة، وغيرها من العبادات، وجميع هذه العبادات تتطلب عقلاً وربطاً لشهوات النفس. وحيث إن المسلم في هذه الفترة يجتهد لتغليب دور العقل على دور النفس والشهوات في التأثير على سلوكه، وبطبيعة الحال فإن المسلم ينصر العقل على رغبات النفس، فإن شهر رمضان يعتبر فرصة ممتازة لأن ينصر عقله على رغباته فيوقف سلوك الإدمان لديه إن وجد، ونقصد بكلمة الإدمان هو قيام الإنسان بفعل متكرر بحيث يعجز عن التوقف عنه، فتغلب رغبات النفس على دور العقل، والإدمان يكون في سلوكيات مختلفة، كالإدمان على المسكرات بأنواعها، أو الإدمان على العلاقات غير المشروعة، ويدخل ضمن الإدمان تكرار بعض السلوكيات غير المرغوبة مثل المبالغة في متابعة ما ينشر في التواصل الاجتماعي، والتفاعل معها حتى إنه ينشغل عن أهله ومسؤولياته، أو الإدمان على التسوق أو غيرها، لذا فإن رمضان فرصة ذهبية لنصرة العقل على الرغبات ووقف سلوك الإدمان أيما كان هذا الإدمان، فليكن طموحنا وقف الإدمان.. ودمتم أبناء قومي سالمين.