الرأي

مخجل أن نشكو البنية التحتية

لم أجد مدخلاً لعمودي هذا اليوم ليس بسبب قلة الكلمات أو الجمل التعبيرية بل بسبب الخجل الذي أشعر به عندما أرى الشكاوى والمناشدات والتصريحات التي تنادي باستكمال البنى التحتية لمناطق قائمة فعلياً وتسكنها أسر وعوائل دفعوا ما يملكون من أجل بناء منازل تأويهم وتسترهم، وفق إجراءات قانونية سليمة وبرخص رسمية وبرسوم قاموا بتسديدها حسب الإجراءات المتبعة.

ولك أن تتخيل ما يشعر به الساكن الجديد بعد أن يدفع جل ماله الذي جمعه واقترض المتبقي ولربما استدان ليكمل عملية الشراء ويؤثث قدر المستطاع هذا المنزل، ليدخل بعدها في دوامة عدم استكمال البنية التحتية من طرق وإنارة، والأدهى والأمرّ من ذلك كله قنوات تصريف المياه والمجاري أعزكم الله، والتي استبدلتها وزارة البلديات بخدمة العصور الوسطى وهي صهاريج الشفط، وكأننا في قرى مترامية الأطراف نائية وبعيدة عن الخدمات، وأضف إلى ذلك امتناع الوزارة المعنية من تسيير صهاريج سحب مياه المجاري بحجة الميزانية ولدواعي مالية.

مخجل ونحن في عام 2023 أن نقرأ تصريحات للمجالس البلدية وهي تشكو ضغوط الأهالي ومطالباتهم بصهاريج مياه المجاري، ونحن نرى الدول حولنا وهي تصنع المستقبل بل وتعيش به بينما نحن نشكو خدمات كان من المفترض أنها نفذت منذ عقود، والغريب أن المواطن الذي يسكن في تلك المناطق يتحمل فاتورة تلك الصهاريج ناهيك عن الرسوم البلدية التي يتحملها ويلتزم بها شهرياً.

إلى متى سنظل نشكو ونعاني من غياب أبسط الخدمات ونحن من كنا متقدمين في كل المجالات، وكانت تضرب بنا الأمثال في تهيئة الطرق وحداثة البنية التحتية وسرعة التجاوب مع المعضلات، حتى بتنا نسمع الأنين والشكاوى والمناشدات التي نخجل أن ننقلها ونحن نقترب من تحقيق الرؤية الاقتصادية (2030)، الذي كنا ننتظره قبل سبع سنوات من الوصول إلى هذه الرؤية أن نكون في طريقنا نحو المستقبل والحداثة والنمو والتطور، أن نرى بعض الأماني وهي تحققت وبعضها الآخر في طور التحقيق، لا أن نعود خمسين عاماً إلى الوراء ونشكو من نقص في الخدمات التي لا تتناسب مع التطور الذي يعيشه العالم من حولنا.