الرأي

الفرحة التي انطفأت سريعاً

الفرحة التي انتابت قلة قليلة الأسبوع الماضي لدى تداول أخبار عن قيام مقرصنين بمهاجمة مواقع إلكترونية وتسببوا في تعطيلها لوقت قصير انطفأت سريعاً، فبعد مراجعة ما حصل تبين لذلك البعض أن ما حدث يسيء إلى أولئك المخدوع بهم والذين يعتبرون أنفسهم «معارضة وفي ثورة» لأنه بفرحته تلك وبقيامهم بنشر تلك الأخبار عبر وسائل التواصل الاجتماعي والفضائيات السوسة بتفاخر اعترفوا بأنهم إما يمارسون التخريب والإرهاب وبالتالي خرجوا عن السلمية التي يدعونها ويرفعونها شعاراً أو أنهم على علاقة مع ميليشيات تمارس الإرهاب في دول مثل إيران والعراق وغيرهما، وهذا يعني أن ذلك العمل لم يكن مدروساً وفاشلاً ولا قيمة له، ما يؤكد من جديد أنهم دخلاء على العمل السياسي الذي من بديهياته استغلال الفرص، وليس أفضل من فرصة ذكرى الاحتفال بميثاق العمل الوطني لإغلاق ملفاتٍ بقاؤها مفتوحة يؤذي البسطاء الذين يدعون الدفاع عنهم.

ممارسة القرصنة والسعي لحجب بعض المواقع الإلكترونية لبعض الوقت عمل لا قيمة له وإن تسبب في تعطيلها وإزعاج المستفيدين منها، فهذا الفعل الناقص يسيء إلى فاعليه وإلى الذين يعتقدون أنهم مستفيدون منه خصوصاً وأن الآخرين أيضاً يستطيعون -لو أرادوا- ممارسة الفعل نفسه بل والتسبب في أذى كثير للجهات المستهدفة، ولكن هذا لا يعبّر عن قوة وإنما عن ضعف وشعور بالهزيمة، ويكفي مثالاً على هذا أن الانتخابات النيابية والبلدية التي أجريت في نوفمبر الماضي لم تتأثر باستهدافهم بعض المواقع وسارت كما ينبغي بل إن الكثيرين من المخدوعين بالشعارات اتخذوا موقفاً من ممارسي ذلك الفعل وأيقنوا أنهم من الضعف بحيث لم يعودوا قادرين إلا على ممارسة ما لا يليق حتى بالمراهقين.

من جديد، على أولئك الذين يعتبرون أنفسهم «معارضة وثواراً» أن يتوقفوا عن تلك الممارسات الغبية التي تجعل السلطة تتخذ منهم موقفاً يمنعها من الاستجابة مستقبلاً لأي دعوة لإيجاد أرضية تساعد على إغلاق تلك الملفات التي فتحوها وتسببوا في أذى أنفسهم.