الرأي

فلسفة ميثاق العمل الوطني

جاء ميثاق العمل الوطني ليؤكد على ثوابت يقوم عليها المجتمع البحريني ويضع مملكة البحرين في المسار الصحيح، فالبحرين بحكم موقعها الجيوبولوتيكي ملتقى لعدة حضارات تعاقبت عليها وأصبحت تضم مجموعة من الفسيفساء من مختلف الشعوب والأديان والمذاهب والجنسيات المختلفة، ولذلك وكما جاء في الميثاق ازدهرت فيها ثقافة متميزة تقوم على العلم وقيم التسامح والتعايش السلمي وتعززت منظومة القيم الأخلاقية هذه عندما دخلها الإسلام بدعوته السمحاء السامية.

ظهر فيها التعليم في مراحل مبكرة من القرن التاسع عشر عام 1919 وكانت مقصداً لكثير من الأدباء والمؤرخين، وأوجد ذلك مستوى متقدماً من الوعي السياسي عند شعبها، لذلك وجدت فيها المجالس البلدية والنوادي الأدبية وظهرت فيها الحركة الأدبية والفنية، حيث عرفت المسرح، والسينما، ومجالس الشعر وغيرها.

من هنا عرفت مملكة البحرين المجتمع المدني نتيجة لكل هذه التغيّرات، وعرفت البحرين البعثات العلمية إلى الخارج، فكانت أول البعثات إلى الجامعة الأمريكية في بيروت وبعدها جامعة القاهرة والأزهر الشريف، وتخصص هؤلاء المبتعثون في مختلف المجالات العلمية، مثل الهندسة، والطب، والفنون، وعند عودتهم مَثَّل هؤلاء العنصر البشري الذي قامت عليه الدولة الحديثة.

وكان للقيادة السياسية، ممثلةً في العائلة الحاكمة، دور كبير في قيام ودعم وتشجيع هذه النهضة الحديثة في مختلف المجالات، وكذلك من خلال سن القوانين والتشريعات إلى مرحلة قيام الدستور والمؤسسات التشريعية والتنفيذية والقضائية، لذلك ليس غريباً أن مملكة البحرين كان لها السبق في مختلف المجالات العلمية والاقتصادية والسياسية، ومن نافلة القول أن نذكر أن البحرين عرفت إنشاء المعاهد التخصصية مثل معهد المعلمين.

وشاركت المرأة الرجل في كل المجالات ودخلت سوق العمل، فكانت المرأة البحرينية هي المدرسة والطبيبة والممرضة والموظفة والعسكرية وغيرها الكثير، لذلك جاء ميثاق العمل الوطني وبرؤية ثاقبة من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، حفظه الله ورعاه، لكي يضع مملكة البحرين في مسارها الصحيح وتكون مملكةً دستوريةً تحكمها القوانين والتشريعات في مختلف المجالات.