الكوارث.. مفارقة بين اللُحمَة والفُرقَة
السبت 11 / 02 / 2023
باغَتَ العالم زلزال مدمر جنوب تركيا وشمال سوريا مطلع يوم الإثنين الماضي بقوة 7.8 على مقياس ريختر خلّف في بضع لحظات عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، فهذا الزلزال هزّ المنطقة بعنف غير مسبوق منذ ما يزيد عن نصف قرن، فهزَّ وُجدان العالم بشرقه وغربه، بجنوبه وشماله، بكل ألوانه وأديانه.
فكان أن احتشدت جهود الإغاثة من كل حدب وصوب في استجابة بسرعة البرق، للإنقاذ ومساعدة المتضررين وإيوائهم، واحتواء حالة الطوارئ، فالكوارث والزلازل تأتي للعالم على حين غفلة، فكثير منها لا يمكن رصدها أو التّنبؤ بها فنعجز عن تفاديها والوقاية منها، فتأتي بفاجعة في الخسائر البشرية وتوقظ مشاعر ومعاني الإنسانية، وتحمل في طياتها جانباً نفتقده جميعاً خارج هذه الكارثة، ولم ننجح في تحقيقه على هذا النحو من التآزر، جانب التضامن والتكاتف، جانب الوحدة واللحمة والإنسانية، جانباً من وحدة الصف في التصدي للضرر، جانباً من التعايش السلمي الذي يقتضي الحفاظ على سلامة الجميع، واكتِراث كل بالآخر، وأن يَفزَع بعضنا لبعض. لماذا نلقي بالقنابل ونطلق الرصاص في النّاحية الأخرى؟ لماذا نحشد الجيوش ونكدّس الترسانات الحربية ونَتخاطب بالتّوعد والوعيد، ونَتوجَّه بالتّحذير والنّذير ونُهدّد بالنّووي والتّدمير؟
فقُبيل سويعات أو لحظات من اهتزاز الأرض وزلزلتها بجنوب شرق تركيا، وشمال شرق سوريا، كانت طبول حرب عالمية وَشيكة، قد عَجَّل بِقَرعِها مِنطاد صيني حَلّقَ في أجواء الولايات المتحدة، وتلاهُ مِنطاد آخر من نفس المصدر حَلَّقَ فوق أمريكا اللاتينيّة، يُزعَمُ أنّ كلاً منهما كان قد ضلّ مَساره ويُحتَملُ أنّ كلاً منهما لم يكن قد أخطأه. إن كانت الكوارث قد جعلت الشعوب تضرب مثلاً للجسد الواحد إذاً فلماذا الحروب؟ ولِمَ يُشعَلُ فَتيلُها؟ فهل نحن بحاجة إلى الكوارث والزلازل كي نكون على إنسانيتنا؟
لم لا توقِظُنا زَلزلة القنابل المدمّرة والصواريخ الماحِقَة؟ أم أنّ أصوات فرقعتِها ودويِّ رُعبِها واستِغاثة مَنكوبيها أصبحت تَحتَ الصوتية فلا ندركها؟ أم أنّ على آذانِنا وَقراً يُقاوِمُها فلا تحرِّك فينا ساكناً؟ أم هكذا هي طبيعتنا نحتاج إلى كارثة تجهلنا في حالة ذهول يُخرِجُنا من مادِّيتِنا ويَرفعُنا عن تَناحُرِنا لنَرتقي إلى إنسانِيّتِنا وتراحُمِنا؟
إن كان لنا في الكارثة تذكِرة فهل نحن بحاجة إلى كَوارِث لِنَلتَحِم ونُحَقِّقَ مَلحَمَة انتِصار الخَير على الشّر ويَعُمَّ السَّلام كل الأوطان؟!
فكان أن احتشدت جهود الإغاثة من كل حدب وصوب في استجابة بسرعة البرق، للإنقاذ ومساعدة المتضررين وإيوائهم، واحتواء حالة الطوارئ، فالكوارث والزلازل تأتي للعالم على حين غفلة، فكثير منها لا يمكن رصدها أو التّنبؤ بها فنعجز عن تفاديها والوقاية منها، فتأتي بفاجعة في الخسائر البشرية وتوقظ مشاعر ومعاني الإنسانية، وتحمل في طياتها جانباً نفتقده جميعاً خارج هذه الكارثة، ولم ننجح في تحقيقه على هذا النحو من التآزر، جانب التضامن والتكاتف، جانب الوحدة واللحمة والإنسانية، جانباً من وحدة الصف في التصدي للضرر، جانباً من التعايش السلمي الذي يقتضي الحفاظ على سلامة الجميع، واكتِراث كل بالآخر، وأن يَفزَع بعضنا لبعض. لماذا نلقي بالقنابل ونطلق الرصاص في النّاحية الأخرى؟ لماذا نحشد الجيوش ونكدّس الترسانات الحربية ونَتخاطب بالتّوعد والوعيد، ونَتوجَّه بالتّحذير والنّذير ونُهدّد بالنّووي والتّدمير؟
فقُبيل سويعات أو لحظات من اهتزاز الأرض وزلزلتها بجنوب شرق تركيا، وشمال شرق سوريا، كانت طبول حرب عالمية وَشيكة، قد عَجَّل بِقَرعِها مِنطاد صيني حَلّقَ في أجواء الولايات المتحدة، وتلاهُ مِنطاد آخر من نفس المصدر حَلَّقَ فوق أمريكا اللاتينيّة، يُزعَمُ أنّ كلاً منهما كان قد ضلّ مَساره ويُحتَملُ أنّ كلاً منهما لم يكن قد أخطأه. إن كانت الكوارث قد جعلت الشعوب تضرب مثلاً للجسد الواحد إذاً فلماذا الحروب؟ ولِمَ يُشعَلُ فَتيلُها؟ فهل نحن بحاجة إلى الكوارث والزلازل كي نكون على إنسانيتنا؟
لم لا توقِظُنا زَلزلة القنابل المدمّرة والصواريخ الماحِقَة؟ أم أنّ أصوات فرقعتِها ودويِّ رُعبِها واستِغاثة مَنكوبيها أصبحت تَحتَ الصوتية فلا ندركها؟ أم أنّ على آذانِنا وَقراً يُقاوِمُها فلا تحرِّك فينا ساكناً؟ أم هكذا هي طبيعتنا نحتاج إلى كارثة تجهلنا في حالة ذهول يُخرِجُنا من مادِّيتِنا ويَرفعُنا عن تَناحُرِنا لنَرتقي إلى إنسانِيّتِنا وتراحُمِنا؟
إن كان لنا في الكارثة تذكِرة فهل نحن بحاجة إلى كَوارِث لِنَلتَحِم ونُحَقِّقَ مَلحَمَة انتِصار الخَير على الشّر ويَعُمَّ السَّلام كل الأوطان؟!