الرأي

'بتعرفي' جبران؟

في وقت ما كان محرك البحث غوغل يحتفل بذكرى ولادة الكاتب الكبير «إحسان عبدالقدوس» وذلك لما يمثل من قامة فكرية وتمكن أن يُحدث نقلة متميزة في الرواية العربية، وشكلت قصصه وكتاباته بصمة عميقة في تاريخ السينما العربية والعالمية وعدد كبير من رواياته تُرجمت إلى الإنجليزية، الفرنسية، الألمانية، الصينية وحتى الأوكرانية. لأفاجأ بسؤال ابنتي بعد عودتها من المدرسة: «ماما بتعرفي جبران»؟

صمتُّ لبرهة من الزمن وأنا أحاول أن أبحث في ذاكرتي، إن كنت أعرف أحداً اسمه «جبران»، خاصة أنها أضافت بأنه، من بلدك، ويكتب القصائد أيضاً.

طريقة سؤالها واستفسارها تُشعرك وكأنها تسأل عن «جبران ابن الجيران» وليست كونها تقصد المثقف والشاعر الكبير «جبران خليل جبران» الكاتب العملاق!!!

حقيقة لا يمكنني أن أحمل كامل المسؤولية لابنتي وأبناء جيلها أنهم لا يُطربون إلى أغاني أم كلثوم ولا يستشعرون أوقات الصباح على صوت فيروز ولا يقرأون لإحسان عبدالقدوس ولا يتجادلون بأشعار المتنبي ولا يتصالحون بقصائد الشافعي ويجهلون من هو جبران خليل جبران.. وإنما هي مسؤولية مشتركة من أبناء جيلي لفقر الطرق والوسائل ونقل الإرث الثقافي القديم إلى الجيل الحديث.

فبنظرة بسيطة إلى أبناء الجيل السابق، يمكننا أن نعلل الفصاحة والصلابة في المنطق والحوار والنقاش والجِدال الذي يتميز به ويعلم جيداً كيف يضع الكلام في نصابه الصحيح يعود إلى عمق ما كان يدرس ويقرأ، يتابع ويطالع.

فمهما طال بنا الزمن وتطور وتحدّث لا يمكننا أن نُلغي القيم الفكرية والثقافية التي كانت منذ القدم.. فالقديم ثمين.