الرأي

من تناقضات منتقدي التطبيع

جل أو ربما كل أولئك الذين يعتبرون أنفسهم «معارضة» يمتدحون تركيا بمناسبة ومن غير مناسبة ويسافرون إليها أو يقيمون فيها، لكن أحداً منهم لم ينبس بتعليق ولو على الطاير عندما قال وزير الخارجية التركي بعد استقبال الرئيس أردوغان السفيرة الإسرائيلية الجديدة في أنقرة «من الخطأ اعتبار التطبيع مع إسرائيل خيانة للقضية الفلسطينية».. هل لأنهم علقوا بما فيه الكفاية على مبادرة السلام التي قررت بعض الدول الخليجية الدخول فيها إلى جانب عدد من الدول العربية ورأوا أنه ينبغي ألا يكرروا أنفسهم؟ أم أنه يجوز لمن ينحازون إليه التطبيع مع إسرائيل؟

الرئيس أردوغان رحب بسفيرة إسرائيل أجمل ترحيب وتسلم أوراق اعتمادها وأكد أن «العلاقة مع إسرائيل إستراتيجية وعميقة، والتطبيع معها يساهم في حل القضية الفلسطينية». فلماذا لم يعلقوا ولم يحتجوا ولم يعتبروا ما أقدم عليه الرئيس التركي وقاله خيانة للقضية بينما قالوا كثيراً من الكلام المسيء عن الدول والحكام الآخرين الذين توصلوا إلى قناعة مماثلة لقناعة أردوغان؟

هذا سؤال منطقي ينبغي ألا يتهربوا من الإجابة عنه، على الأقل كي لا يستمروا في العيش في التناقضات التي تفضحهم وتجعل العالم يضحك عليهم، ذلك أن التطبيع مع إسرائيل واحد مثلما أن القضية الفلسطينية واحدة، وليس من المعقول أن يكون فعل تركيا هذا داعماً للقضية الفلسطينية وفعل الدول الخليجية والعربية خيانة للقضية.

هنا في مملكة البحرين تم الإعلان رسمياً وبوضوح تام أن الغاية من الدخول في عملية السلام هي المشاركة في التوصل إلى حل للقضية الفلسطينية واستقرار المنطقة. وأن دعم البحرين لهذه القضية مستمر.

من الأمور المثيرة أن واحداً من أولئك الذين يعتبرون أنفسهم «معارضة» نشر أخيراً إعلاناً عبر وسائل التواصل الاجتماعي يدعو فيه إلى مقاطعة إسرائيل ورفض التطبيع بعبارات باللغة العربية، وباللغة العبرية. واضح أنه لم ينتبه إلى أنه بفعله هذا شارك في عملية التطبيع التي يدعو إلى محاربتها!