الرأي

نكتة شريف..؟!

من بين الأخبار الطريفة التي انتشرت قبل أن يلفظ العام 2022 أنفاسه الأخيرة خبر ملخصه أن المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني رمضان شريف قال تعليقاً على الاحتجاجات المستمرة في إيران منذ أربعة أشهر: «إن المتظاهرين هم أبناؤنا وتم خداعهم» وإنه «بعد الحديث لمدة نصف ساعة معهم أثناء التحقيق وجدناهم يلوموننا ويقولون لماذا لم توضحوا لنا إنجازات النظام من قبل؟!».

وبغض النظر عن قرب أو بعد هذا الخبر عن الفبركة فإن واقع الحال يؤكد أن مثل هذا الأمر متوافر بكثرة في إعلام النظام الإيراني الذي ظل منذ اختطافه الثورة يوهم الإيرانيين بالجنة لكنه اكتفى بمنحها لكبار مسؤوليه والمحسوبين عليهم.

اختصار ما يجري في إيران منذ نحو أربعة أشهر في عدم وصول معلومة أن «للنظام إنجازات كثيرة على أرض الواقع وأنه إنما يعمل من أجل الشعب ورفاهيته» إلى العامة استخفاف بعقلية الإيرانيين وبكل بني البشر، ذلك أن ترسانة الإعلام الإيراني منذ أكثر من أربعين عاماً تعمل ليل نهار على الترويج لذلك وتبالغ فيه، عدا أنه من غير المعقول أن يقول المعتقلون مثل ذلك القول خلال التحقيق معهم لأنه قول من شأنه أن يوفر للمحققين سبباً إضافياً للتعامل معهم بعنف، إذ كيف لهم ألا يعلموا أن «النظام حقق ويحقق الإنجازات» وأن «مسؤوليه لم يوضحوا لهم ذلك» رغم أنهم هم المستهدفون بتحقيق تلك الإنجازات».

حتى اللحظة لم يصدر عن النظام الإيراني أي تصريح يكذب ما نسب إلى المتحدث باسم الحرس الثوري، وهذا يدفع إلى الاعتقاد أن الخبر لا تشوبه شائبة.

في كل الأحوال فإن الشواهد على أن مسؤولي النظام يعتقدون أنه حقق كثيراً من الإنجازات، والشواهد على إيمانهم بأن المتظاهرين مخدوعون وأنهم ضحية شحن وتحريض الخارج كثيرة، والأكيد أن من سمع منهم ذلك القول يصدقه لأنه باختصار يعبر عن قناعاتهم وعن اعتقادهم أن الشعب مخدوع إلى الحد الذي يصعب عليه رؤية الإنجازات رغم كثرتها وضخامتها!