الرأي

عالم الكرة والمونديال

أحمد زمان كلمات لها معنى

هل صحيح ما يقال أن الإدمان على مشاهدة كرة القدم أصبح كإدمان المخدرات لا يستطيع المرء منه فكاكاً؟! وهل يرضينا ما يحدث في بيوتنا من مشاجرات بين الأولاد؟! فهذا متعصب لفريق المحرق والآخر يشجع فريق الرفاع وثالث مجنون بفريق الحالة، وهكذا تحدث الخصومات في البيت الواحد، بل إن هذه المشاحنات تحدث بين الأب وأبنائه بسبب مباريات كرة القدم، فالأب لا يحب كرة القدم ويريد مشاهدة نشرات الأخبار التلفزيونية لمتابعة الأحداث المحلية والخليجية والعربية والعالمية، والأولاد والبنات مصرون على متابعة إحدى المباريات، ويسقط في يد الأب وتضيع عليه نشرة الأخبار.

وكم سمعنا عن مشاجرات وملاسنات تحدث في مدرجات كرة القدم بين المشجعين، وكم سمعنا عن إغماءات وحوادث وفاة بالسكتة القلبية تحدث بسبب التشنجات في الملاعب أو البيوت.. فهل هذا الإدمان الكروي والتعصب للفرق واللاعبين أمر صحيح؟

الأولاد والكبار والصغار وحتى النساء لا حديث لهم إلا عن اللاعب ميسي أو رونالدو وما حققاه من أهداف متميزة، لكن الحديث عن مشاكل الأسرة والبيت والمجتمع تراجعت إلى الخلف، ولم يعد أحد في الأسرة يتحدث أو يناقش المشاكل السياسية والمسائل الاقتصادية التي أصبحت نادراً ما نشاهدها في التلفزيون.

ملايين الدنانير نصرفها على الكرة وشراء اللاعبين وتجهيز الملاعب والصالات، أليس الأولى أن نصرفها على المشاريع الإستثمارية التي تعود بالنفع على المواطنين.

وأكثر من شهر تابعنا بكل اهتمام مباريات مونديال كأس العالم، وتابعنا ياهتمام أكبر مباريات الفرق العربية كالسعودية والمغرب وكنا نتمنى أن تتصدر فرقنا العربية منصة التتويج، لكن -ويا للحسرة- لم يحدث ذلك إلا إذا تحولت الكرة المدورة إلى كرة مربعة كما كان يتندر قبل سنوات الشيخ عيسى بن راشد

آل خليفة رحمه الله، حتى إذا انتهت هذه المباريات عدنا إلى «التحلطم» ونقد الذات والتطلع للمستقبل لعل وعسى.

فمتى نعود لرشدنا وندرك أن كرة القدم كباقي المسابقات الرياضية فيها غالب ومغلوب، وأن علينا أن نستعد طويلاً ونتدرب كثيراً وأن نستفيد من تجارب الغير حتى نحقق ما نتمناه في عالم الكرة؟