الرأي

أوروبا المتراخية مع الإرهاب والشذوذ

تزامن تقرير نشرته مجلة «بولتيكو» عن التراخي الأوروبي في مواجهة الإرهاب الإيراني مع وقفة الفريق الألماني واضعاً يده على فمه تضامناً مع الشذوذ الجنسي في إشارة لمنعه من التعبير عن تأييده لتلك الجماعة، مع ما قامت به شركة بالنسياقا الفرنسية من حملة منحرفة تشجع على العنف والجنس مع الأطفال، عنوان هذه المواقف الثلاثة واحد ألا وهو «التراخي».

أوروبا اليسارية إلى أين؟

التراخي مع الإرهاب: «تقرير بولتيكو يؤكد فيه خبراء أمنيون نجاح النهج الإرهابي الإيراني بسبب التراخي الأوروبي، لأن أوروبا باتت نقطة الانطلاق لمعظم العمليات الإيرانية في السنوات الأخيرة والتي كانت تخشى أن ترد على طهران. وقال مسؤولون أمنيون إن إيران نفذت منذ عام 2015 نحو 12 عملية في أوروبا، أسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل وخطف عدد آخر.

وتقول الكاتبة الإيرانية الأمريكية والناشطة في مجال حقوق المرأة مسيح علي نجاد: «لم يكن الأوروبيون متساهلين مع الجمهورية الإسلامية فحسب، بل إنهم يتعاونون معهم، ويعملون معهم، ويشرعنون القتلة»، مشيرة إلى الرغبة المستمرة لدى الأوروبيين للقاء قادة إيران. وقالت «إذا لم تحصل طهران على أي عقوبة، فهل هناك أي سبب يدعوهم للتوقف عن أخذ الرهائن أو الخطف أو القتل؟» ثم أجابت: «لا». «انتهى التقرير».

لنؤكد قبل أن نكمل أن «اليسار» كتيار فكري يرتكز بدرجة كبيرة على الحرية الفردية وحقها مقابل تقليص دور الدولة ومؤسساتها وقوانينها الضابطة بشكل عام، وهم الأكثر اتجاهاً إلى تعزيز المؤسسات الاتحادية على حساب المؤسسات الوطنية، وهذا التيار له معارضون أوروبيون يدركون خطورة وأثر هذا الفكر على الأسرة وعلى الدولة وعلى أي مؤسسة قانونية، فلسنا وحدنا من يستشعر خطورة هذا الفكر بل فوز اليمين المتطرف في بعض الدول الأوروبية كإيطاليا مثلاً ما هو إلا رد فعل على تغول اليسار وتهديده للمصالح الوطنية القومية.

إنما ما يهمنا في هذا هو أثر وصول اليسار للسلطة في أوروبا على العلاقات الأوروبية الخليجية وعلى أمننا الداخلي والإقليمي وعلى مصالحنا الاقتصادية، تلك هي الأسقف التي يجب أن نتحرك كدول خليجية مع أوروبا على أساسها.

التراخي مع الإرهاب الإيراني أو التراخي مع مظاهر الانحراف الجنسي هو خطر واحد الأول خطر وتهديد خارجي والثاني خطر وتهديد داخلي. ولابد لنا من سياسة موحدة خليجية عربية تجاه هذا التيار تخيره بين مصالحه معنا وبين تعاطيهم الإجباري معنا من منطلقاتهم الفكرية الخاصة، وما تلك إلا معاملة بالمثل.

أوروبا المرهقة من مشاكل اقتصادية وأمنية والتي هي بحاجة إلى تعزيز تحالفاتها مازالت تتعاطى معنا من موقع المدرس مع التلميذ حتى إنهم قديماً قالوا لنا لا تقحموا السياسة أو الدين في الرياضة اتركوها عاملاً موحداً وجامعاً بين الشعوب فلا نقحم عليها مسائل خلافية، واليوم هم من يكسر القواعد التي وضعوها ويقحمون الدين والسياسة في كل انخراط جماعي بيننا وبينهم فلابد أن يرد عليهم بمنطقهم، وهذا «التراخي» مع الإرهاب ومع الشذوذ فليحصروه عندهم أما عندنا فلنا قول آخر مع الاثنين الإرهاب والشذوذ.