الرأي

مؤشرات التعافي

سوسن الشاعر كلمة أخيرة



في المحافظة الشمالية وفي العاصمة تحديداً رأيت حماساً للعاملين في الحملات الانتخابية أكثر من حماس المرشحين أحياناً، كما أن أعداد الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم بالتأكيد كبيرة ورفعت من نسبة المشاركة بشكل عام، والحسبة كلها تدل إذاً على أمر مهم جداً، أن المجتمع البحريني تجاوز جماعة إيران ولله الحمد، الشعب البحريني متماسك أكثر من أي وقت مضى، الإيمان والقناعة بأن سفينة الوطن تسير ولا فائدة من تعطيلها يعمان الجميع، لم يصغ أحد لتحريض جماعة إيران.

كل محاولات العزل والمقاطعة باءت بالفشل حتى خروج بضعة أفراد يحملون لافتات تحرض على المقاطعة تم تركهم دون تدخل أمني رغم مخالفتهم للقانون، إنما لم تعط تلك المحاولات الاهتمام؛ لأنها فعلاً لم يكن لها أي تأثير على المجتمع البحريني، ولا حتى على المجمعات السكنية التي تحركت بها تلك الثلة القليلة.

الأهم أنه لم يكن هناك أي طرح طائفي لا من المرشحين ولا من الناخبين في مقار المرشحين، الكل يتحدث عن مصلحة المواطن البحريني، ولم يفتح أي منهم مطالب فئوية، ورأينا سنة في مقار الشيعة والعكس، أي أن الشعب البحريني عاد إلى طبيعته الفطرية البحرينية الخالصة والأصيلة.

حاولت وسائل إعلامية كالـ «بي بي سي» والجزيرة أن تمنح مساحة لجماعة إيران من أجل أن تدعمهم وتقنع البحرينيين بثقلهم وبأنه مازالت لهم حظوة عند القوى العظمى، فتؤثر على حجم المشاركة، لكن الوعي عند البحريني كان أكبر وأكثر اطلاعاً وفهماً للمتغيرات.

فإذا كان يحق لحسن نصر الله أن يقول: «بدنا ناكل عنب» بعد نسفه كل شعارات المقاومة وتوقيع اتفاقية مع إسرائيل، فلم لا يحق لمن يقلد خامنئي من البحرينيين أن يأكل العنب هو أيضا في بلده وبين أهله وناسه ويركب سفينة الوطن ويمضي قدماً غير عابئ بمن يريده حطباً لناره؟ هو الآخر من حقه أن يذوق العنب الوطني ويستمتع بطعمه ويعيش إنجازاته ويتلذذ بمكاسبه.

الحمد لله أن المجتمع البحريني مطلع ومدرك أثر المتغيرات الدولية والإقليمية على قناعات كثيرة سادت قبل عشر سنوات ساهمت في الفوضى التي خسر منها الجميع، اليوم انكشف حجم التآمر وحجم التدخل.

انكشف زيف الادعاءات وأقمصة عثمان التي رفعت، انكشفت المقاصد والأهداف والأجندات التي ما عادت خفية، كما رفع الغطاء عن المكاسب التي ينالها الفرد من الوحدة الوطنية ووحدة الصف، وتم إدراك أهمية الأرض المشتركة بين أطياف الشعب في أكل العنب وفي السلامة والأمن.

بدأت القناعات الواقعية تتسرب إلى العقول التي استلبت عقوداً واتضحت الرؤية بأنه ليس للبحريني إلا وطنه وبلده ودستوره وقانونه ومؤسساته والمسيرة تحتاج إلى الأمن والاستقرار والاستمرارية، والإصلاح يأتي تدريجياً بالمشاركة وبتراكم التجارب.

عودوا إلى مشهد حماس فرق المرشحين وتعبهم وجهدهم الذي بذلوه، عودوا إلى عدد الناخبين لتتأكدوا أن المجتمع البحريني تعافى وتخلص من الفيروسات الهادمة.