الرأي

الاعتداء على الأبرياء

عملياً لا فرق بين الفعل الشنيع الذي قام به ذاك الذي اعتدى على المتواجدين في الضريح الديني في مدينة شيراز وقتل 15 وجرح 40 بريئاً، بينهم نساء وأطفال، وبين ما يقوم به الأمن والحرس الثوري الإيراني في المدن التي تشهد احتجاجات متواصلة منذ مقتل الفتاة الكردية مهسا أميني بسبب سوء سلوك «رجال الأخلاق»، فما يقوم به هؤلاء لا يختلف عن الذي قام به ذاك سوى في أن ما حدث في مزار «شاه جراغ» حظي بتغطية إعلامية كبيرة من قبل إعلام الملالي والفضائيات السوسة التي يمولها كي يستفيد النظام من الواقعة «هناك حديث عن أنه هو الذي دبر العملية» بينما يعمل هذا الإعلام بكل ما أوتي من سلطة للتغطية على جرائم رجاله الذين لا يستثنون النساء والأطفال من القتل أيضاً. وفي هذه الحالة لا فرق بين أن يكون ما قام به قاتل الزوار انتقاماً من الحرس الثوري وممارساته أو أن يكون استغلالاً للوضع من جهة تتخذ من النظام موقفاً؛ فقتل الأبرياء حاصل في كل الأحوال.

الحقيقة التي ينبغي أن تعتمدها منظمات حقوق الإنسان في العالم وهي تتابع ما يجري في إيران هي أن معاملة السلطات للمتظاهرين ولمن يتم احتجازهم بسبب مشاركتهم في الاحتجاجات ومعاملتها لكل من تعتبره مخالفاً من الذكور والإناث لا يختلف عن القتل، بل إنها في كثير من الأحيان تفضي إليه وأن هذا وذاك لا يختلفان عن القتل الذي مارسه المعتدي على زوار الضريح، وأن كله تم ويتم بدم بارد وينطلق من قناعة مفادها أن هذا الإنسان لا قيمة له وفي موته خير.

بعد مقتل زوار الضريح صدر الأمر بالخروج في مظاهرات عقب صلاة الجمعة الفائتة فخرج الكثيرون في العديد من المدن الإيرانية وقام إعلام الملالي بتغطية الحدث بطريقة أريد منها توصيل رسالة مفادها أن الشعب الإيراني كله مع النظام وعلى استعداد للدفاع عنه، وأن هذا يعني أن كله أيضاً ضد الاحتجاجات.