الرأي

لو خليت لخربت

سوسن الشاعر كلمة أخيرة

فيديو جميل جداً يقشعر له شعر البدن لطفلة في البحرين تبلغ من العمر خمس سنوات خرجت من عملية زراعة القوقعة ووضعت لها السماعة لاختبار نجاح العملية، فإذ بها تسمع لأول مرة صوت والدتها ووالدها، فكان رد الفعل الأولي اندهاشاً، نظرت حولها تبحث عن المصدر ثم بكت، ضمها أبوها لها وأذّن في أذنها كأنها للتو ولدت حتى هدأ بكاؤها، سبحان الله.

رأينا مثل هذه المشاهد إنما ليس عندنا في البحرين، يزيد تأثيرك لأنك تفرح لمن هم قربك أكثر. شكراً للأطباء الذين أعادوا السمع لها، وأبكاها من الخوف والفرح معاً.

ضمها أبوها وبكيا معاً، جمال هذا المشهد يزيد حين تعلم أن تكاليف العملية جاءت من تبرعات أهل الخير، إذ إن تأخر العملية كان لعدم توافر كلفتها التي قاربت 11 ألف دينار عجز والدها عن توفيرها، وقد كان من المفروض أن تزرع لها في وقت مبكر ولكن قدر الله وما شاء فعل، ليكتب الأجر لكل من ساهم في فرحة هذه الطفلة البريئة. فشكراً فريق «تساهيل» لجمع المال الذي وفر كلفة العملية، وتم جمع المبلغ في يومين، فسخر لها رب العباد أهل الخير، فيزيد تأثرك بهذا التفاعل الإنساني العظيم، فعلاً الناس للناس. «الفيديو موجود على حساب فريق «تساهيل» في الإنستغرام».

إخوة مصابون بمرض يستلزم أخذ إبرة أسبوعياً تساعد على تجلط الدم ومن دونها يتعرضان للنزيف نتيجة أي إصابة، يحتاج الأب لتوفير ثمن الإبرة للاثنين 2000 دينار شهرياً، وكانت فرق جمع التبرعات تجهد شهرياً لتوفير هذا المبلغ حتى اضطر الأب لبيع سيارته في أحد الأشهر لعجزه عن توفير المبلغ، إلى أن تكفلت وزارة الصحة بمنحهما الدواء مجاناً لأن الأطفال صغار والدواء مسألة حياة أو موت بالنسبة لهما. شكراً للوزارة، وشكراً لفريق «بنت الهاجري» لجمع المال الذي ساهم في حل لهذه الأسرة.

كثيرة مثل هذه الحالات التي قيّض الله لها تلك الفرق الصغيرة التي تتحرك دون رتابة ودون حاجة لجيش من الموظفين ولجان ومجالس إدارة كتلك التي تقوم بها الجمعيات الخيرية، هذه الفرق لديها مجموعات لجمع المعلومات وتوفيرها لدراسة الحالة وتقرير مساعدتها خلال ساعات من تلقي الطلب، وتبدأ حملة جمع التكاليف للعديد من الاحتياجات التي سدتها هذه الفرق، منها المأكل والمسكن والتأثيث والإيجارات المتأخرة والفواتير المتأخرة وسهم الغارمين، ومنها العلاج وغيرها.

كثيرة هي الحالات المحتاجة وكثير هم المتبرعون جزاهم الله خيراً، إنما يحتاج الأمر لسرعة حركة وسرعة تفاعل وسرعة تنفيذ. شكراً لوزارة العدل التي نظمت عمل هذه الفرق ومنحتهم التراخيص وتراقب أداءهم، فالدنيا بخير، والبحرين بخير ولله الحمد.