الرأي

الاتهامات المرفوضة

قول وزير الداخلية الإيراني أحمد وحيدي «إذا تعرض أمن البلاد للخطر فهذا يعني أمن الخليج برمته لأنه مرتبط بأمن إيران» تهديد واضح لدول مجلس التعاون ترجمته «إن لم تعملوا شيئاً لوقف انهيار النظام في إيران فإننا سنعرض أمنكم للخطر وستعانون» وهذا كلام مرفوض يستوجب الرد عليه بقوة لأن دول التعاون ليس لها علاقة بالذي يجري في إيران ولم يصدر منذ نشوب الأزمة الأخيرة إثر مقتل الفتاة الكردية مهسا أميني أي تصريح لأي مسؤول خليجي يمكن معه القول إن دول المجلس لها علاقة بما يحدث هناك أو أنها تشجع هذا الطرف أو ذاك، بل على العكس هناك العديد من التصريحات التي أبدى من خلالها المسؤولون الخليجيون عن أملهم في عودة الهدوء إلى المدن الإيرانية.

لا علاقة لدول مجلس التعاون الخليجي بالاحتجاجات في إيران؛ لم تحركها ولم تشجعها، واتهام إيران للإعلام السعودي بأنه يؤثر على الشباب الإيراني وقول وحيدي «إن المعتقلين الذين تم الإفراج عنهم بعدما أبدوا ندمهم أكدوا أنهم نزلوا إلى الشوارع بتأثير من قنوات التلفزة التابعة للدول الغربية والسعودية» اتهام لا قيمة له ومردود عليه، فأي شعب هذا الذي يسهل على الإعلام الخليجي أن يؤثر عليه ويديره في أيام؟!

أما أمن الخليج العربي فتضمنه كل دول المنطقة وليس إيران وحدها، والواقع يؤكد أن حصول اضطرابات في إيران يظل تأثيرها محدوداً على أمن المنطقة بدليل أن شيئاً لم يتغير منذ أن اندلعت.

الواضح من تصريحات وحيدي أن النظام الإيراني يتعمد ربط اتهاماته للغرب بدول التعاون وبالسعودية على وجه الخصوص بدليل أن تصريحاته جاءت بعد يوم واحد من تحذير القائد العام للحرس الثوري حسن سلامي للسعودية وقوله إن عليها أن «تنتبه إلى تصرفاتها وتسيطر على وسائل إعلامها» وهو ما يؤكد أن إيران تعتقد أن رمي الكرة في ملعب الخارج يمكن أن يحميها من الاحتجاجات التي من الواضح أنها دون القدرة على السيطرة عليها حتى الآن.