الرأي

ريادة الأعمال الخليجية.. اقتصاد واعد لمستقبل أفضل

على مدى السنوات الماضية، شهدت دول مجلس التعاون الخليجي العديد من المشاريع الاقتصادية العملاقة، والتي ساهمت في تعزيز التقارب الخليجي – الخليجي، وسعت لبناء منظومة اقتصادية مشتركة وقوية قفزت بها إلى مقدمة الاقتصاديات العملاقة، خصوصاً في المملكة العربية السعودية الشقيقة، والتي تبوأت مكانة عالية بين أكبر وأقوى اقتصاديات العالم.

وبالتوازي مع كل هذه المشاريع وما يُخطط له مستقبلاً، كان لرواد الأعمال من أصحاب المنشآت المتوسطة والصغيرة حضور فاعل، حيث أولت دول المجلس هذه الفئة اهتماماً خاصاً، نظراً لما تمثله من أهمية في تحقيق أهداف المجلس اقتصادياً وتساهم في خلق فرص العمل الحقيقية والدائمة لأبنائه.

وتفعيلاً لكل هذه الأدوار، فقد جاءت انطلاقة أعمال المنتدى الخليجي لرواد الأعمال بنسخته الثالثة في العاصمة السعودية، الرياض، ترجمة جدية لتحويل الأفكار والتطلعات إلى واقع ملموس، والعمل على توفير فرص حقيقية لأصحاب المنشآت الصغيرة والمتوسطة ورواد الأعمال، مما يساهم في استدامة أعمالهم وتوسعها على المستوى الخليجي.

ولاشك بأن هذا التقارب بين رواد الأعمال من الشباب الخليجي في المنتدى سيساهم أيضاً في إتاحة الفرص لتبادل الأفكار والرؤى، ما يولد أفكاراً جديدة لإطلاق مشاريع مشتركة، إلى جانب كونه منصة واعدة لخلق المزيد من الفرص الريادية ونشر ثقافة ريادة الأعمال وتشجيع الابتكار لتعزيز النمو الاقتصادي في المنطقة.

ولأن الأفكار والإبداعات لا تأتي إلا بتبادل الخبرات والتجارب، فإن المنتدى من المقرر أن يكون المكان الأنسب لرواد الأعمال الخليجيين للاستفادة من التجارب والخبرات، وصولاً إلى تنمية وتطوير مشاريعهم الناشئة، وإيجاد أفضل وأنسب الحلول لما قد يواجهون من تحديات، وتحويلها إلى فرص حقيقية والبناء عليها للمستقبل.

ومع وجود عدد كبير من قادة الاقتصاد والمسؤولين والخبراء من جميع دول المجلس وبمختلف القطاعات الاقتصادية ومن خلال الندوات واللقاءات والجلسات، ستكون الفرصة مواتية لأصحاب المنشآت الصغيرة والمتوسطة ورواد الأعمال للاستفادة واكتساب الخبرة، إلى جانب الترويج لمشاريعهم على مستوى أكثر وبفعالية أفضل.

وعند الحديث عن ريادة الأعمال والابتكار، فإن أول ما يتبادر إلى أذهاننا أشخاص كان لهم بصمات واضحة في الاقتصاد والمجتمع، مثل وإيلون ماسك وستيف جوبز وتوماس إديسون.. إلى جانب تأثيرهم في تغيير حياة الملايين حول العالم؛ ودون شك فإن هناك غيرهم عشرات الآلاف من الرواد الذين ساهموا جميعاً في تحسين مستوى معيشتنا.

وبالتأكيد فإن دولنا تتمتع بالكثير من الأفكار الخلاقة والإبداعية، يقودها شباب يمتلك ناصية العلم والمعرفة، يسعى إلى الفرصة المناسبة لإطلاق إبداعه ليكون عنصراً فاعلاً في بناء الأوطان، ومساهماً حقيقياً في اقتصاد المستقبل، لذلك فإن هذا المنتدى حلقة هامة من حلقات خلق الإبداع الخليجي وتعزيز الحضور الشبابي في البناء والتنمية.