الرأي

تَحديث جديد للسياحة يُنبئ بمستقبل واعِد

تضمن اليوم العالمي للسياحة المقام مؤخراً، بتاريخ انعقاده 27 سبتمبر من كل سنة، دعوة إلى إِضفَاء ثوب جديد على السياحة من أجل مستقبل أكثر استدامة، وكذا جاء في إطار هذه المناسبة، طرح وزيرة السياحة فاطمة الصيرفي بثوب جديد للسياحة البحرينية، تُحاك إستراتيجيته الهادفة إلى تسريع التّعافي من تبعات جائحة كورونا، بمَدِّ خيوطِها بين البحرين ومنظمة السياحة العالمية، ليكون النَّوْلُ الذي يُنسج عليه مُكوّن من تبادل التجارب والخبرات في تنمية واستدامة صناعة السياحة، ويقوم على رفع كفاءة المواطنين العاملين في قطاع السياحة، من خلال تمكينهم من تدريب عملي بالمكتب الإقليمي للمنظمة، وكذلك بمكتبها الرئيسي في العاصمة الإسبانية مدريد.

وهذا التحديث الجديد تَكمُن أهميته في كونِه تجسيداً لاهتمام نوعي، يُعنى بالتركيز على مؤهلات العنصر البشري، وجودة مهارات القوى المحلية العاملة به، كأحد أهم الركائز التي تقوم عليها هذه صناعة الضيافة إن لم تكن أهمها، إذ إن سير نشاط هذا القطاع واستمراريته يَنبنيان على تجربة يعيشها السائح، في مجملها تعتمد على التعامل المباشر مع جميع الأطراف المعنية بالمقصد السياحي الذي يتوجه إليه السائح، والقائمون على خدمات الضيافة به.

وقد جاء هذا التحديث مُتناغِما مع شعار «إعادة التفكير في السياحة» للاحتفال بيوم السياحة العالمي لهذه السنة، على أعقاب انحسار فيروس كورونا (كوفيد19)، حيث تم الإفصاح عنه خلال لقاء وزيرة السياحة بمملكة البحرين مع الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية زوراب بولولاكشفيلي، وذلك على هامش مشاركتها في فعاليات اليوم العالمي للسياحة التي استضافتها جمهورية إندونيسيا في جزيرة بالي.

وعلى خلفية طرح هذا التّوجُه الجديد، وتزامُنِه مع بوادر تعافي السياحة العالمية وفق ما صرّحت به منظمة السياحة العالمية عن عودة السياحة الدولية إلى 60% من مستوياتها السابقة للوباء في الفترة من يناير إلى يوليو 2022، فإن صناعة السياحة في مملكة البحرين على موعد مع تحول واعِد، تستعيد به حيويتها وتنشط به مقوماتها، بما يُعزّز أهميتها كرافد أساسي في الاقتصاد البحريني، ويرفع مساهمتها في الدخل القومي، ويجعلها تتبوَّأ مكانتها في مصافّ الدول الرائدة في صناعة السياحة، وتُصنّفُ على قائمة الوِجهَات الأعلى استِقطاباً.