الرأي

من كواليس الاتفاق النووي الجديد

توصل إيران والولايات المتحدة إلى اتفاق نهائي لإعادة إحياء الاتفاق النووي أمر يخص الأطراف ذات العلاقة بهذا الاتفاق، والغالب أن دول المنطقة كلها تشعر بشيء من الاطمئنان كون الولايات المتحدة طرفاً أساس في الاتفاق لأنها تتوقع أنها لن تعمل على التفريط في مصالحها في المنطقة وستقوم بإطلاعها على التفاصيل قبل الشروع في التوقيع النهائي.

أما بالنسبة لما قد تكسبه إيران من هذه الصفقة فلا يهم دول المنطقة التي من مصلحتها استقرار هذه الدولة التي تفرضها الجغرافيا وتربطها بها علاقات تاريخية، فاستقرارها واستقرار المنطقة يصب في صالح الجميع. ولكن لا يمكن لهذه الدول كلها إلا أن تربط بين استعادة النظام الإيراني لجزء كبير من أمواله المجمدة والتي قيل إنها جزء من الصفقة وبين سلوكها الذي كان طوال الأربعين سنة ونيف الماضية والتي مولت خلالها ميليشياتها في لبنان وسوريا والعراق واليمن وفي العديد من البلاد العربية والعالم. بمعنى أن دول المنطقة يهمها أن تعرف كيف وأين سيتم صرف تلك المبالغ الضخمة كي لا تفاجأ بعد حين قصير بتمكن تلك الميليشيات من تلك الدول وغيرها وتخريب المنطقة برمتها.

ما ينشر من معلومات عن بنود الاتفاق النهائي حتى اللحظة يدخل كثير منه في باب التكهنات ولعله جزء من المناورات التي يمارسها المعنيون به بغية تحقيق المكاسب في الربع ساعة الأخيرة. ما يهم دول المنطقة هو أن تعرف تلك التفاصيل لتطمئن وما يهم شعوبها هو أن تعرف أن الاتفاق ليس على حساب استقرارها ومستقبلها. بمعنى أن على أطراف الاتفاق النووي أن يكونوا صريحين مع حكومات دول المنطقة وعلى هذه الحكومات أن تكون صريحة مع الشعوب، فغياب الصراحة في مثل هذا الاتفاق من شأنه أن يفشل الجهود التي بذلت طوال الفترة الماضية ويفتح من جديد باب القلق من النظام الإيراني الذي عليه أن يطمئن شعوب المنطقة وشعبه أيضاً أن الأموال لن تصب في جيوب ميليشياته.