الرأي

فقه الدوس على علم إسرائيل

واقع الحال يؤكد أن إسرائيل لا تلتفت إلى عملية الدوس على علمها في الاحتجاجات والمظاهرات أو إشعال النار فيه أو غير ذلك، وواقع الحال يؤكد أيضاً أن الذين يقومون بهكذا عمل لا يربحون غير الشعور بأنهم أهانوا إسرائيل، وهذا أمر يظل في كل الأحوال ناقص القيمة لأن إسرائيل -وأي دولة يتم التعامل مع علمها بتلك الطريقة- لا تخسر شيئاً ولا تذوق الهزيمة ولا تتكلف غير إبلاغ الدولة التي حدث فيها ذلك الأمر أنه تم تجاوز البروتوكول الخاص بالأعلام الوطنية.

اتخاذ الأفراد والمنظمات على اختلافها موقفاً سالباً من إسرائيل أو من الاتفاقية الإبراهيمية التي دخلت فيها العديد من الدول العربية حق لا يقبل الجدال، لكن الدخول في معترك الدوس على علمها أو حرقه أو إهانته بأي صورة من صور عدم الاحترام لا ينتج مفيداً ولا يمكن تصنيفه في باب الانتصارات بل قد يؤدي إلى تضرر الفاعلين مقابل لا شيء خصوصاً إن تم ذلك في مناسبات لا علاقة لها بإسرائيل.

لعل من المناسب في هذا السياق التذكير بتصريح شهير للرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي فحواه أنه من غير الجائز إهانة أعلام الدول بالدوس عليها أو حرقها أو إهانتها بأي صورة من الصور. وفي هذا تنبيه واضح بأنه يمكن للآخرين أن يمارسوا الفعل نفسه مع أعلام دولنا ومعتقداتنا وأن بعضهم لن يلتفت إلى وجود اسم الذات الإلهية في أعلام بعض الدول كالسعودية والعراق وإيران.

التعبير عن الموقف السياسي من إسرائيل أو من إقامة العلاقات الدبلوماسية معها يمكن أن يتحقق بطرق أخرى غير هذه الممارسة غير المجدية، وهو أمر يكفله الدستور وينظمه القانون، أي أنه متاح وغير ممنوع.

إهانة العلم لا يختلف عن ترديد شعارات الموت لإسرائيل أو أمريكا أو غيرهما، كلها لا طائل من ورائها، والأكيد أن هناك أموراً أخرى وممارسات لو تم القيام بها لعادت بالنفع على فاعليها.