الرأي

من له الحق أن 'يمثل الدولة'؟

قبل أيام تداولت وسائط التواصل الاجتماعي صورة لسيدة بحرينية كتب على الصورة فوز «ممثلة دولة البحرين» بوسام لمنظمة عربية، والتداول كان بسبب استنكار البعض بأن من هي هذه المرأة حتى تعطى وساماً وتكرم باسم البحرين!! ماذا قدمت وماذا فعلت ومن رشحها ووووو؟!

مع احترامي للمعترضين، لا أحد يحجر على أحد حتى لو منح نفسه جوائز وأوسمة بالعشرات، ونشر هذا الخبر في الصحافة مثلاً بإعلام مدفوع الأجر، وليس فقط نشره مجاناً عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فلا أحد يحجر على أي جهة أن تمنح جوائز بغض النظر عن مصداقية وأهمية هذه الجهة ومدى اعتماديتها.

كما أن معايير التقييم ليس عليها قيود أيضا، فهناك كما نعلم جوائز للجمال والحمام والعنز والكلاب أعزكم الله، مع احترامي لكل أصحاب الجوائز فلا أقلل من قيمة أي إنسان، وهناك أوسمة من نحاس تباع في محلات وعلى أرصفة الطرقات، وهناك «طبيش» كما نقول على «قفى من يشيل»، فمن الذي له الحق في وقف مسابقات أو جوائز يضعها الإنسان لنفسه أو يأخذها من أصدقائه وربعه، ما لم تخالف الآداب العامة أو القوانين والتشريعات.

كما أنني لا أحبذ إطلاق الصفات العنصرية أو تلك التي تشير إلى حق التجنيس، فمادام قد منح هذا الشخص جنسية فهو مواطن له كافة الحقوق وعليه ذات الواجبات.

إذاً أين المشكلة؟ المشكلة كبيرة فعلاً وليست بالهينة، إنما ليست في من هي هذه السيدة؟ أو أنها تستحق أو لا تستحق؟ وليست في من هي هذه المنظمة التي منحتها ذلك الوسام؟ أو ما هو هذا الوسام وعلى أي أساس؟ المشكلة تكمن في ضوابط إطلاق توصيف «ممثل دولة البحرين» التي تبدو أنها فوضى بلا ضوابط، هذا الذي يجب أن يمنع، فقد أصبح في الآونة الأخيرة حقاً مشاعاً لمن يريد أن ينسبه لنفسه، كل من شاء أن يقول عن نفسه «ممثل مملكة البحرين» لم يردعه أحد.

ربما لأنه ليس هناك تشريع أو قانون يجرم استخدامه دون إذن رسمي، وهذا الذي يجب أن يتوقف ويمنع بالقانون ويعاقب عليه القانون.

«تمثيل الدولة» توصيف لا يجوز لمن يشاء أو يرغب أن يستخدمه وفق رغبته، توصيف «ممثل الدولة» يجب أن يكون وفق معايير تحددها الدولة، ولا بد أن يصدر من جهة رسمية تمثل الدولة، عدا ذلك لا يحق لأحد أن يقول عن نفسه «ممثل دولة البحرين».

أما بخصوص الجوائز والأوسمة فإنها ما لم تكن تعارض القانون فلك مطلق الحرية أن تمنح نفسك ما شئت من الجوائز أو تتلقى ما شئت مادامت تلك الجهة غير معادية لدولتك وما دامت ممنوحة لك شخصياً، بمعنى أننا نستطيع أن نقول فوز البحريني فلان بجائزة أو حصول البحرينية فلانة على وسام من العم صالح البقال، إنما «ممثل الدولة» فهذه التي يجب أن توضع لها ضوابط وتتوقف باسم القانون.

نتمنى أن تعالج هذه الثغرة القانونية إن كان هناك قصور تشريعي، وإن كان هناك تشريع يحددها نتمنى تفعيل القانون في مثل هذه الحالات.

أما أن نكون في دولة كل من أراد فيها أن يمنح لنفسه «طبيشه» وينشر صورته ويكتب تحتها «ممثل دولة» فذلك يعني شيئاً واحداً، أن هذه الدولة مشاعة لمن يشاء أن يمثلها!!

ملاحظة

ليست هذه حالة فردية هناك قصص كثيرة من هذا النوع.