الرأي

هنا خطاب تكفيري جديد

تحذير إمام جمعة بغداد آية الله السيد ياسين الموسوي المسؤولين في الحكومة العراقية من التطبيع مع إسرائيل في ظل وجود قرار من مجلس النواب العراقي بتحريم هذا الأمر حقه الذي لا ينازعه فيه أحد وهو أمر داخلي لا علاقة للخارج به، وكذلك رفضه لمشاركة العراق في أي تحالف ضد إيران أو أي دولة أخرى، لكن اعتباره أي دولة تشارك في مثل ذلك «عدواً للإسلام والمسلمين والشعب العراقي» فتوى خارجة على الإسلام وليست من حقه، وليس من المقبول ولا المعقول أن يكفر -هو أو غيره- الآخرين لمواقفهم السياسية ويكفر الدول لقراراتها التي لا توافق هواه.

دعوة الموسوي الحكومة العراقية لاتخاذ أي موقف من أي قضية أمر لا علاقة للآخرين به، لكن تكفيره للآخرين أمر لا علاقة له هو به. اعتراف أي دولة بإسرائيل وإقامة علاقات دبلوماسية معها أمر يخصها ولا يخص العراق ولا الدين، تماماً مثلما أن رفض العراق الاعتراف بإسرائيل والدخول في الاتفاقية الإبراهيمية يخص العراق وحده. أيضاً المبالغة في التعليق على تواجد رئيس الوزراء العراقي في اجتماع جدة وصولاً إلى تكفيره لمجرد جلوسه إلى طاولة الاجتماع أمر يتسبب في الفتنة، وكذلك نعته الدول التي وقعت على الاتفاقية الإبراهيمية بصفات سالبة فهذا أمر غير جائز ويفترض أن يحاسب عليه من قبل حكومته.

العمل السياسي وقرارات إقامة العلاقات بين الدول تتطلب أموراً غير تلك التي تتطلبها العلاقات بين الأفراد، والأكيد أن غير السياسيين وغير المعنيين بالسلطة لا تتوفر لديهم المعلومات التي يمكن أن تعينهم على اتخاذ المواقف وإصدار الفتاوى التكفيرية، والأكيد أيضاً أن الدين لا يحرم على الدول التواصل مع الدول الأخرى -أياً كانت تلك الدول- طالما أنها تسعى إلى مصلحة شعوبها وطالما أن تلك الدول تجنح إلى السلم.

الأخبار أكدت أن مشاركة الكاظمي في قمة جدة أنتجت اتفاقات من شأنها أن تحل مشكلة الكهرباء في العراق.