بين التفاؤل والتشاؤم: البحث عن لحظة فرح!
الخميس 30 / 06 / 2022
لامني الصديق عمَّا أسماه «نزعة تشاؤم فيما أكتب أحياناً، مع أن الناس -على حد قوله- أحوج ما يكونون إلى التفاؤل حتى وإن كان كاذباً..!!».
قلت للصديق: نحن بالفعل في حاجة إلى لحظة فرح، ولكن من أين يأتي الفرح، ونحن في مثل هذه الحال، نقلب الأمور على أوجهها فلا نرى فيها ما يدعو إلى التفاؤل.
على الصعيد الذاتي يسكننا ألم الغياب: فالأصدقاء والأحبة من حولنا يتساقطون الواحد تلو الآخر. فقد فقدنا خلال السنوات الثلاث الأخيرة خمسة من الأصدقاء الذين كان وجودهم يزيّن الحياة، ويجعلها أقل قسوةً ومكراً. كما كنا نرى الإنسان أعظم خلق الله، ولكننا وجدنا الموتَ لا يجدُ فيه أيةَ عظمةٍ!! ولذلك من الطبيعيِّ أن تضيق بنا الدنيا، ونضيق بها. فمن أين يأتي الفرح والحزن ساكن مقيم؟
ومع ذلك ها أنني أجاهد من أجل العودة إلى سكَّة الحياةِ، ولكن في كلِّ مرةٍ تُصبح السِّكةُ أكثرَ وعورةٍ.
على الصَّعيد الموضوعيِّ، فإننا لا نرى في حياتنا العربيةِ ما يدعو للتفاؤل أو الفرحِ. فالإنسان العربيَّ يقفُ وحيداً أمام لامبالاة مثيرة للاشمئزاز والأعصابِ. والفوضى تعمُّ معظم الديار. كما أننا نبدو وكأننا أمةٌ تدور حول نفسها، ولا تتقدم. فإذا كانت الشعوبُ الحيًّةُ تعيشُ على وقعِ الأفكارِ الجديدةِ منذ قرونٍ، ولذلك حقَّقت فتوحاتٍ ضخمة، لأنه انقرض من بينها كل فم مكمم وكل حاجب مرتفع. أما نحن فواقع لا يتحركُ، وحتى الذين حاولوا التغيير لم ينجحوا، ولم يذهبوا بالناسِ إلى الأمامِ، وإنما أعادتهم إلى الخلفِ.. ويمكنك اليوم أن تذهبَ إلى حيث تريد خارج بلاد العرب، وأن تبقى ما تشاء من الزمن، ولكنك عندما تعود فسوف لن تكون في حاجة إلى قطع ورقة من الرزنامة. فاليوم السابق توأم الأمس. ودوران الأرض حول الَّشمس وحول نفسها هو وحده ما ينقلنا من الليل إلى النهار، ومن فصل إلى آخر..فلا صناعة ثقيلة ولا صغيرة ولا ثورة تقنية ولا هم يحزنون. ومواطن الزراعة أقل مما كانت عليه في عهد الرومان والفينيقيين، والآشوريين. وحدها الوقاحة تتطور والتفاهة تتقدم..
قد يكون العيب فينا أو قد يكون في الحياة أو في المفارقات التي تجعل من محطة الوصول إلى لحظة الفرح خط نار، أو لحظة مسروقة بين ألمين. فليست المسألة في الوقوف بين التشاؤم والتفاؤل، وإنما هي في الوقوف بين حتميتين، تمت هندستهما مسبقاً.. بين الإحساس بالحزن والغضب والفرح، وليس بين التشاؤم والتفاؤل.
همس
في المساء الأخير والشارع بطيء،
وغيابها يستنجد بالذكرى، عن ظلها الممشوق.
فراشة من حرير تسري في تفاصيل أنثى:
ظلها غمامة ربيع، وغيبوبة نوم، وكأس لا يمل،
يعانق طفلة مسحورة
لحظة اغتسال الصباح
كغيمة تمطر في قلبي
قطرة قطرة..
قلت للصديق: نحن بالفعل في حاجة إلى لحظة فرح، ولكن من أين يأتي الفرح، ونحن في مثل هذه الحال، نقلب الأمور على أوجهها فلا نرى فيها ما يدعو إلى التفاؤل.
على الصعيد الذاتي يسكننا ألم الغياب: فالأصدقاء والأحبة من حولنا يتساقطون الواحد تلو الآخر. فقد فقدنا خلال السنوات الثلاث الأخيرة خمسة من الأصدقاء الذين كان وجودهم يزيّن الحياة، ويجعلها أقل قسوةً ومكراً. كما كنا نرى الإنسان أعظم خلق الله، ولكننا وجدنا الموتَ لا يجدُ فيه أيةَ عظمةٍ!! ولذلك من الطبيعيِّ أن تضيق بنا الدنيا، ونضيق بها. فمن أين يأتي الفرح والحزن ساكن مقيم؟
ومع ذلك ها أنني أجاهد من أجل العودة إلى سكَّة الحياةِ، ولكن في كلِّ مرةٍ تُصبح السِّكةُ أكثرَ وعورةٍ.
على الصَّعيد الموضوعيِّ، فإننا لا نرى في حياتنا العربيةِ ما يدعو للتفاؤل أو الفرحِ. فالإنسان العربيَّ يقفُ وحيداً أمام لامبالاة مثيرة للاشمئزاز والأعصابِ. والفوضى تعمُّ معظم الديار. كما أننا نبدو وكأننا أمةٌ تدور حول نفسها، ولا تتقدم. فإذا كانت الشعوبُ الحيًّةُ تعيشُ على وقعِ الأفكارِ الجديدةِ منذ قرونٍ، ولذلك حقَّقت فتوحاتٍ ضخمة، لأنه انقرض من بينها كل فم مكمم وكل حاجب مرتفع. أما نحن فواقع لا يتحركُ، وحتى الذين حاولوا التغيير لم ينجحوا، ولم يذهبوا بالناسِ إلى الأمامِ، وإنما أعادتهم إلى الخلفِ.. ويمكنك اليوم أن تذهبَ إلى حيث تريد خارج بلاد العرب، وأن تبقى ما تشاء من الزمن، ولكنك عندما تعود فسوف لن تكون في حاجة إلى قطع ورقة من الرزنامة. فاليوم السابق توأم الأمس. ودوران الأرض حول الَّشمس وحول نفسها هو وحده ما ينقلنا من الليل إلى النهار، ومن فصل إلى آخر..فلا صناعة ثقيلة ولا صغيرة ولا ثورة تقنية ولا هم يحزنون. ومواطن الزراعة أقل مما كانت عليه في عهد الرومان والفينيقيين، والآشوريين. وحدها الوقاحة تتطور والتفاهة تتقدم..
قد يكون العيب فينا أو قد يكون في الحياة أو في المفارقات التي تجعل من محطة الوصول إلى لحظة الفرح خط نار، أو لحظة مسروقة بين ألمين. فليست المسألة في الوقوف بين التشاؤم والتفاؤل، وإنما هي في الوقوف بين حتميتين، تمت هندستهما مسبقاً.. بين الإحساس بالحزن والغضب والفرح، وليس بين التشاؤم والتفاؤل.
همس
في المساء الأخير والشارع بطيء،
وغيابها يستنجد بالذكرى، عن ظلها الممشوق.
فراشة من حرير تسري في تفاصيل أنثى:
ظلها غمامة ربيع، وغيبوبة نوم، وكأس لا يمل،
يعانق طفلة مسحورة
لحظة اغتسال الصباح
كغيمة تمطر في قلبي
قطرة قطرة..