الرأي

درس علاء عبدالفتاح

من هو علاء عبدالفتاح وما هي قصته؟

«علاء عبدالفتاح» شاب مصري يطلق على نفسه توصيف «ناشط حقوقي»، نشط على وسائل التواصل الاجتماعي شارك في المظاهرات التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك وقبض عليه أكثر من مرة وحوكم باتهامات منها التحريض على العنف ومنها التظاهر بدون ترخيص ومنها نشر أخبار كاذبة.

تم تبنيه من قبل الغرب والنفخ في صورته للإيهام بأنه معارض «بارز»، فحسب وكالة فرانس 24 مثلاً وحسب الوكالات الألمانية وحسب البي بي سي يضعون لقب «بارز» قبل اسمه، والخارجيات تسأل عنه والاتحاد الأوروربي يتابعه وبريطانيا تراقب محاكماته ووووو، وفي الواقع تسأل غالبية المصريين من هو علاء عبدالفتاح سيقولون لك لا نعرف هذا الاسم، ذكرني ببعض الأسماء البحرينية التي لم يكن لها حضور في الشارع البحريني، إنما كانت أسماؤها في الإعلام الغربي لامعة، وكانت الحكومات الغربية تستخدمهم ورقة ضغط، في كل اجتماع مع مسؤولين غربيين أمريكيين أو من الاتحاد الأوروبي يذكرون اسمه ويبدون قلقهم عليه، ونحن نتساءل ما سر الاهتمام بهذه النكرات «سياسياً»؟ «لا أحد يقيم إنسانية البشر، إنما نتحدث هنا عن الثقل السياسي المصطنع لهذه الدمى».

إنه وبعد محاولات الضغوط الأوروبية الفاشلة التي ردت عليها مصر بشجاعة، أنها ترفض التدخل في مسار القضاء المصري، أعلنت بريطانيا أنها منحت علاء الجنسية البريطانية، لأن جدته المصرية فاطمة في الخمسينات كانت في بريطانيا للدراسة، وجاءها المخاض فولدت أمه ليلى هناك التي بقيت مع أمها سنتين وعادتا إلى مصر، وكان هذا المدخل الذي تذرعت به بريطانيا لمنح علاء الجنسية البريطانية، على اعتبار أنه أصبح مواطناً بريطانياً فعلى السلطات المصرية الإفراج عنه فوراً!!

وقد يقول قائل طيب هذا ليس بجديد، فالدعم البريطاني لمن تطلق عليهم ناشطين معروف سواء على مصر وعلى البحرين والسعودية وفي كل دولة يراد لها أن تخضع للطلبات والقصص تكاد تكون متشابهة، «نكرات» سياسياً ينفخ في صورتهم وتطلق عليهم الألقاب ويمنحون الجوائز وفي كل اجتماع يضعون اسمهم على جدول الأعمال، الجديد أن أزمة أوكرانيا غيرت قواعد اللعبة؟ وما دخل أزمة أوكرانيا في علاء عبدالفتاح؟

الآن بريطانيا بحاجة لمصر من أجل استيراد الغاز منها بعد العقوبات على روسيا، والوفود الأوروبية تتوالى على مصر لحجز حصة شحنتها فمن بعد الإيطاليين سيصل البريطانيون، «وهنا سأسكت قليلاً»، هنا الدرس يا غبي، فقد قيل لعلاء خفف يا حبيبي إضرابك عن الطعام الذي بدأته في أبريل لأن عليك الانتظار قليلاً، فهناك أولويات بريطانية ومصالح للشعب البريطاني تقتضي تحسين العلاقات مع مصر، فسكتت الخارجية البريطانية عن ذكره وتم حذف موضوعه من أجندات المحادثات، طيب وإضرابه الذي نسقه معكم؟ يا عمي ماذا عن حقوق الإنسان؟ لحظة يا جماعة لا تتركوني هكذا معلقاً!

ليكن علاء كما غيره العديد من الأسماء البحرينية التي صدمت بالواقع وتعلمت متأخرة أنها كانت مجرد ورقة استغلها الغرب واستغلتها دول لخصومة سياسية مع دولته، واستغلها حتى زملاؤه كما حدث مع فتيات بحرينيات اشتكوا من استغلال زملاء النضال لهن بعد إنفاذ القانون في أزواجهم أو أخوانهم، فأصبحوا ورقة يستغلها كل من يريد أن يلعب بها، لينتهي بهم المطاف وحيدين أما في المنافي أو في مراكز التأهيل عليهم إكمال بقية الطريق دون مساعدة «صديق».

أما الدرس الأكبر هو أن كل الدول الغربية تسكت عن الكلام المباح وتنسى قميص حقوق الإنسان وتطويه وتضعه في المخزن الخلفي بعيداً عن الأنظار حين لا تحتاج إليك.