الرأي

القوة لا بارك الله في الضعف

أعتقد أن كل العالم اليوم بدأ يعرف قوة ومكانة الدول العربية وبالأخص الخليجية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، ومنها الولايات المتحدة الأمريكية ويسارها المتطرف الذي تمثله الإدارة الأمريكية الحالية الذي بدأ يدرك هذه الحقيقة وهذا الواقع وإن كان إدراكاً متأخراً، وهو يحاول الآن إصلاح ما أفسدته رعونته التي تمثلت في تصريحات هددت بجعل السعودية دولة منبوذة.

هاهي الإشادات تنهال من البيت الأبيض على السعودية، وعبارات الثناء والشكر، والتفهم، الذي لم يكن ليحدث لولا أن صمود المملكة العربية السعودية وعدم خضوعها للضغوطات إلى أن رأى من أرادها منبوذة أنه هو الذي أصبح منبوذاً حتى عند من انتخبه، واستطلاعات الرأي الأخيرة خير دليل.

وعلى جانب آخر تدرك الهند أيضاً مكانة هذه الدول وإمكانياتها معاً، مكانتها في العالم العربي والعالم الإسلامي لهذا استدرك وأعلن الحزب الحاكم في الهند وهو حزب متطرف كذلك إنما أعلن يوم الأحد، إيقاف المتحدثة باسمه على خلفية تصريح مسيئة للرسول الكريم، كما طُرِدَ مسؤول آخر للأمر نفسه.

كما قال حزب بهاراتيا جاناتا الذي يتزعمه رئيس الوزراء ناريندرا مودي، إنه أوقف المتحدثة باسم الحزب نوبور شارما عن العمل رداً على تعليقات حول الرسول الكريم أدلت بها خلال مناظرة تلفزيونية.

و قد تصدر هاشتاغ #إلا_رسول_الله_يا_مودي موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» في السعودية وعدد كبير من البلدان العربية الأخرى.

وأضاف الحزب في بيان على موقعه على الإنترنت، أنه يحترم جميع الأديان قائلاً: «حزب بهاراتيا جاناتا يدين بشدة إهانة أي رموز دينية لأي دين».

الخلاصة صدقوني احترام الرموز الدينية أو احترام الدولة أو احترام الشعوب لا يكون إلا إذا كانت هناك «مصلحة» وإذا كانت هذه الأطراف «الدول والحكومات والشعوب» تعرف قيمة ومكانة نفسها وتتصرف على هذا الأساس، عدا ذلك لم يعد هناك اهتمام بتلك القيم الإنسانية التي تغنو بها وعلى رأسها احترام المعتقدات وعدم التمييز ووووو.

العالم -مع الأسف- لايفهم غير لغة القوة وليست القوة بالضرورة تعني العنف والإرهاب والرد العسكري، القوة الآن هي في وضع مصالحك أولاً وقبل أي شيء آخر، القوة الآن في عدم العطاء إلا بعد الأخذ، القوة الآن في التبادل المتوازن، احترم تحترم هكذا نخاطب الحكومات والأنظمة التي نتعامل معها.

لو لم يختبر العالم أهمية المملكة العربية السعودية ويرى بنفسه ثقلها ودورها في الاستقرار والأمن العالمي لما قدم تلك «التنازلات» ولا كان لأي قيمة إنسانية كاحترام المعتقدات أي وزن، إنما هذا هو العالم اليوم وعلينا أن نتحدث بلغته ونتعامل معه مثلما يود ويرغب.