إعلان وراء إعلان بشأن السلام.. ولا حرمة لما بعد العيش ولا سلام!!
السبت 21 / 05 / 2022
وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها بعد أن جثمت على المعمورة على مدى ست عجاف لأكبر حرب شهدتها البشرية في تاريخها.
وقبلها عرفت البشرية الحرب العالمية الأولى، وتعرّضت فيها لويلات مدمرة، لمدة ثلاث سنوات مع أخرى كبيسة من الصراع الفتّاك.
فقد مثلت الحرب العالمية الأولى أو كما كان يطلق عليها بالحرب، واحدة من أسوأ الحروب في تاريخ البشرية، التي خلفت العديد من الضحايا الأبرياء ومن أكثر الحروب إضراراً مقارنة بما سبق، إذ قتل ما يقرب من عشرة ملايين جندي، وسجلت ما يقارب 21 مليون مصاب في القتال، فسجّلت خسائر بشرية فادحة نتيجة استخدام أسلحة جديدة مثل المدفع الرشاش وحرب الغاز.
فكان يوم 1 يوليو 1916 التاريخ الذي شهد أعنف الخسائر في الأرواح في يوم واحد، فقد تكبّد الجيش البريطاني في صفوفه وحدها أكثر من 57000 إصابة. أما عن محصّلة الحرب العالمية الثانية من الاقتتال الذي دار على مساحات شاسعة من المعمورة، فقُدّرت أعداد الضحايا بنحو 60 مليون قتيل بين مدني وعسكري، علاوةً على الذين هُجِّروا، وأُصيبوا، وطالتهم تبعات الحرب من مجاعة وسوء معاملة فيفوق عددهم ذلك بكثير، هذا فضلاً على الدمار والخسائر في الاقتصاد العالمي، فكانت أعلى حصيلة الحروب تدميراً في التاريخ الحديث.
حصيلة ساهم في رفعها استخدام الولايات المتحدة السلاح النووي على جبهة المحيط الهادئ، أوقَدتها انفجاراً إثر إلقاء قنبلتين ذريتين على مدينتَي هيروشيما وناكازاكي اليابانيتين، فقُتل وأُصيب وتشوّه مئات الآلاف من الأشخاص.
وعلى أنقاض الأولى والثانية على حد سواء، أقيمت المعاهدات لإنهاء الصراعات وإنهاء الحرب، وتتالت بينها وبعدها الإعلانات وعقد الاتفاقات بالعيش بسلام.
يذكر أنه من أهم ما جاء على أنقاض الحرب العالمية الأولى، معاهدة فرساي أو كما تسمى أيضاً «معاهدةُ السلامِ بينَ الحلفاء والمحور» وذلك في سنة 1918 التي أسدلت الستار من جانب القانونِ الدولي على أحداثِ الحرب العالمية الأولى، التي وصفت بأنها «الحرب التي سوف تنهي كل الحروب».
وتمخّضتِ المعاهدة عن تأسيسِ عصبة الأمم، التي تأسست في 10 يناير 1920، والتي أريد بواسطتها التصدّي لوقوعِ الصراعات المسلّحة، وإخماد النزاعاتِ الدولية قبل انفجارها، فكانت أوّل منظمة أمن دولية هدفت إلى الحفاظ على السلام العالمي، سلفاً للأمم المتحدة.
ومن أبرز ما جاء على أنقاض الحرب العالمية الثّانية، تأسيس الأمم المتحدة سنة 1945، فبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية نادت بعض الدول لإنشاء منظمة دولية لضمان عدم اندلاع حرب عالمية أخرى فقامت بإنشاء هيئة الأمم خلفاً لعصبة الأمم التي فشلت في حل النزاعات بين الدول. ثم معاهدات باريس للسلام الموقعة سنة 1947، ثم معاهدة ديتون سنة 1955 التي هدفت إلى وقف الحرب التي كانت قائمة بين البوسنة والهرسك، وذلك بعد حرب دامت بينهم ثلاثة أعوام. وبعدها معاهدة كامب ديفيد بعد حرب أكتوبر 73 التي تمت بين مصر وإسرائيل، وتهدف إلى وقف الحرب، وإقامة السلام بينهما، على أن تنسحب إسرائيل من كافة الأراضي التي احتلتها عام 1967م، والانسحاب الكامل من سيناء، وإنشاء حكم ذاتي للدولة الفلسطينية.
ولعل أهم ما يتوقف عنده من بين هذه المعاهدات، اتفاقية جنيف بشأن حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب المؤرخة في 12 أغسطس 1949.
ويضاف إلى ذلك إعلان اليوم الدولي للعيش معاً في سلام، يوم يحتفي به المجتمع الدولي كل 16 مايو، وهو مبادرة جزائرية ترمي إلى ترقية قيم السلم والمصالحة والتسامح في المجتمعات، وبين الأمم وقد صادقت عليه الجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة في ديسمبر 2017.
وبُني هذا الإعلان على المفهوم الوارد في الميثاق التأسيسي لليونسكو الذي نصه لما كانت الحروب تتولد في عقول البشر، ففي عقولهم يجب أن تبنى حصون السلام ، وأكدت الجمعية العامة كذلك على أن السلام لا يتوقف على غياب الصراع وحسب، هو عملية دينامية وإيجابية وتشاركية، حيث تُشجع الحوارات وحل النزاعات بروح التفاهم والتعاون المتبادل.
في ظل كل المعاهدات، والاتفاقات، وإعلان وراء إعلان، لإرساء السلام بين الشعوب والثقافات، وقبيل احتفاء المجتمعات باليوم الدولي للعيش معاً في سلام، أتت فاجعة اغتيال الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة برصاصة في الرأس خلال عملية للجيش الإسرائيلي في مخيم جنين للاجئين شمال الضفة الغربية المحتلة، وأردف الاغتيال الغاصب بتصرف وحشي للجيش الإسرائيلي الذي لم يوقفه أو يمنعه أي شيء.
فبين المعاهدات والاتفاقيات والإعلانات وبين الإدانات والاستنكارات، ترفرف أرواح ضحايا الاغتيالات والاعتداءات، وأصوات الصدح بالحق ونقل الوقائع من قلب الحدث للمجتمعات، وفق مبدأ التعبير والحريات، سائلة، بأي ذنب عن العيش أقصيت؟ وبأي حق حُرماتها بعد الموت انتهكت؟
وقبلها عرفت البشرية الحرب العالمية الأولى، وتعرّضت فيها لويلات مدمرة، لمدة ثلاث سنوات مع أخرى كبيسة من الصراع الفتّاك.
فقد مثلت الحرب العالمية الأولى أو كما كان يطلق عليها بالحرب، واحدة من أسوأ الحروب في تاريخ البشرية، التي خلفت العديد من الضحايا الأبرياء ومن أكثر الحروب إضراراً مقارنة بما سبق، إذ قتل ما يقرب من عشرة ملايين جندي، وسجلت ما يقارب 21 مليون مصاب في القتال، فسجّلت خسائر بشرية فادحة نتيجة استخدام أسلحة جديدة مثل المدفع الرشاش وحرب الغاز.
فكان يوم 1 يوليو 1916 التاريخ الذي شهد أعنف الخسائر في الأرواح في يوم واحد، فقد تكبّد الجيش البريطاني في صفوفه وحدها أكثر من 57000 إصابة. أما عن محصّلة الحرب العالمية الثانية من الاقتتال الذي دار على مساحات شاسعة من المعمورة، فقُدّرت أعداد الضحايا بنحو 60 مليون قتيل بين مدني وعسكري، علاوةً على الذين هُجِّروا، وأُصيبوا، وطالتهم تبعات الحرب من مجاعة وسوء معاملة فيفوق عددهم ذلك بكثير، هذا فضلاً على الدمار والخسائر في الاقتصاد العالمي، فكانت أعلى حصيلة الحروب تدميراً في التاريخ الحديث.
حصيلة ساهم في رفعها استخدام الولايات المتحدة السلاح النووي على جبهة المحيط الهادئ، أوقَدتها انفجاراً إثر إلقاء قنبلتين ذريتين على مدينتَي هيروشيما وناكازاكي اليابانيتين، فقُتل وأُصيب وتشوّه مئات الآلاف من الأشخاص.
وعلى أنقاض الأولى والثانية على حد سواء، أقيمت المعاهدات لإنهاء الصراعات وإنهاء الحرب، وتتالت بينها وبعدها الإعلانات وعقد الاتفاقات بالعيش بسلام.
يذكر أنه من أهم ما جاء على أنقاض الحرب العالمية الأولى، معاهدة فرساي أو كما تسمى أيضاً «معاهدةُ السلامِ بينَ الحلفاء والمحور» وذلك في سنة 1918 التي أسدلت الستار من جانب القانونِ الدولي على أحداثِ الحرب العالمية الأولى، التي وصفت بأنها «الحرب التي سوف تنهي كل الحروب».
وتمخّضتِ المعاهدة عن تأسيسِ عصبة الأمم، التي تأسست في 10 يناير 1920، والتي أريد بواسطتها التصدّي لوقوعِ الصراعات المسلّحة، وإخماد النزاعاتِ الدولية قبل انفجارها، فكانت أوّل منظمة أمن دولية هدفت إلى الحفاظ على السلام العالمي، سلفاً للأمم المتحدة.
ومن أبرز ما جاء على أنقاض الحرب العالمية الثّانية، تأسيس الأمم المتحدة سنة 1945، فبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية نادت بعض الدول لإنشاء منظمة دولية لضمان عدم اندلاع حرب عالمية أخرى فقامت بإنشاء هيئة الأمم خلفاً لعصبة الأمم التي فشلت في حل النزاعات بين الدول. ثم معاهدات باريس للسلام الموقعة سنة 1947، ثم معاهدة ديتون سنة 1955 التي هدفت إلى وقف الحرب التي كانت قائمة بين البوسنة والهرسك، وذلك بعد حرب دامت بينهم ثلاثة أعوام. وبعدها معاهدة كامب ديفيد بعد حرب أكتوبر 73 التي تمت بين مصر وإسرائيل، وتهدف إلى وقف الحرب، وإقامة السلام بينهما، على أن تنسحب إسرائيل من كافة الأراضي التي احتلتها عام 1967م، والانسحاب الكامل من سيناء، وإنشاء حكم ذاتي للدولة الفلسطينية.
ولعل أهم ما يتوقف عنده من بين هذه المعاهدات، اتفاقية جنيف بشأن حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب المؤرخة في 12 أغسطس 1949.
ويضاف إلى ذلك إعلان اليوم الدولي للعيش معاً في سلام، يوم يحتفي به المجتمع الدولي كل 16 مايو، وهو مبادرة جزائرية ترمي إلى ترقية قيم السلم والمصالحة والتسامح في المجتمعات، وبين الأمم وقد صادقت عليه الجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة في ديسمبر 2017.
وبُني هذا الإعلان على المفهوم الوارد في الميثاق التأسيسي لليونسكو الذي نصه لما كانت الحروب تتولد في عقول البشر، ففي عقولهم يجب أن تبنى حصون السلام ، وأكدت الجمعية العامة كذلك على أن السلام لا يتوقف على غياب الصراع وحسب، هو عملية دينامية وإيجابية وتشاركية، حيث تُشجع الحوارات وحل النزاعات بروح التفاهم والتعاون المتبادل.
في ظل كل المعاهدات، والاتفاقات، وإعلان وراء إعلان، لإرساء السلام بين الشعوب والثقافات، وقبيل احتفاء المجتمعات باليوم الدولي للعيش معاً في سلام، أتت فاجعة اغتيال الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة برصاصة في الرأس خلال عملية للجيش الإسرائيلي في مخيم جنين للاجئين شمال الضفة الغربية المحتلة، وأردف الاغتيال الغاصب بتصرف وحشي للجيش الإسرائيلي الذي لم يوقفه أو يمنعه أي شيء.
فبين المعاهدات والاتفاقيات والإعلانات وبين الإدانات والاستنكارات، ترفرف أرواح ضحايا الاغتيالات والاعتداءات، وأصوات الصدح بالحق ونقل الوقائع من قلب الحدث للمجتمعات، وفق مبدأ التعبير والحريات، سائلة، بأي ذنب عن العيش أقصيت؟ وبأي حق حُرماتها بعد الموت انتهكت؟