الرأي

أبناء 'زايد الخير'

بادئ ذي بدء نعزي دولة الإمارات العربية الشقيقة حكومة وشعباً على وفاة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان الذي كان فعلاً فقيد الأمة العربية والإسلامية بل وفقيد الإنسانية، وهذا الكلام ليس من قبيل التعبيرات المجازية والعبارات الإنشائية بل هي حقيقة رأيناها في حجم التعازي بحق هذه الشخصية ونحن نتابع الأخبار الصادرة من الدول والتي تعكس الشعبية التي يتحلى بها هذا الرجل فتسمع عن دول تعلن الحداد ودول تصلي صلاة الغائب على الفقيد، والغريب أن بعض هذه الدول ليست من محيط دول المنطقة أو الدول العربية التي قد تعلن الحداد انطلاقاً من العلاقة السياسية والأخوية الممتدة مع الإمارات الشقيقة لكنها دول بعيدة جغرافياً عن الإمارات وهو ما يجعل المتابع يطرح سؤالاً ماذا فعل خليفة بن زايد وماذا فعلت الإمارات لكل هؤلاء الناس وما الأثر الذي تركه رحمه الله ليجعل كل هذه الدول وكل هذه الشعوب تحزن على رحيله وتترحم عليه؟.

الجواب بمنتهى البساطة إنها إنسانية أبناء زايد الذين لم يتركوا دولة إلا ووضعوا فيها بصمة لمسها أبناء الشعوب قبل الحكومات بصمة أنقذت يتيماً وآوت مسكيناً وأغنت فقيراً، بصمة تعدت حدود القارات ولم ترَ للجفرافيا حدوداً تحدها كيف لا وهم أبناء زايد الخير الذي لايذكر اسمه في بلد إلا ويترحم عليه أهلها قبل حكامها.

خليفة بن زايد لم يقطع سنة والده الشيخ زايد فظلت يده ممدودة بالخير من الشمال للجنوب ومن شرق الكرة الأرضية لغربها فاستحق من كل من وصله خير أبناء زايد أن يرفع يده ويدعو له بالرحمة والمغرفة وكما يقال «الذكر للإنسان عمر ثانٍ» وإذا كان هناك أربعون كياناً في العالم من مدارس ومستشفيات ومدن سكنية كلها تحمل اسم الشيخ زايد رحمه الله، فإن الراحل خليفة بن زايد سار على نهج والده وامتدت يده بخير أبناء زايد للعالم فأنشأ المستشفيات في الصومال ولبنان واليمن وباكستان والمدارس في كازاخستان وكينيا وغيرها من المشاريع عبر مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية التي عملت على مدى 15 عاماً ووصلت مساعدتها لـ87 دولة.

وإذا كنا ننعى للإنسانية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد رحمه الله فإن سلوتنا في مصابنا بتولي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد الذي سيكون امتداداً لزايد العطاء وستستمر بإذن الله أكف الضراعة في العالم ترفع بالدعاء لأبناء زايد الخير على مايقدمونه لخدمة الإنسانية جمعاء.