بالفعل الخير يبقى ولا يفنى مهما طال الزمن، وأعمال البر والتقوى والإحسان تبقى حتى وإن رحل أصحابها وباتوا تحت الثرى، والذكرى العطرة تبقى في القلوب جيلاً بعد جيل يتداولها الأحياء محتفظين بقصص من العبر والموعظة للأجيال اللاحقة.

تلك صفات عرف بها الراحل عنا زايد الخير والعطاء والحكمة والإنسانية، وورث من بعده حاكم حمل كل ما في قلب أبيه من محبة وعطاء، فكان خير خلف لخير سلف، وواصل في بناء الإمارات وتقدمها، وتعزيز مكانتها على كافة الأصعدة، وعزز من مفهوم الوحدة بين الأشقاء حكام الإمارات، وعمل على دعم أبناء هذه الدولة في جميع المجالات، وأرسى البنية التحتية للخدمات الصحية والتعليمية والإسكانية، ودعم الاقتصاد لتكون دولة الإمارات العربية المتحدة أنموذجاً في النجاح والتعمير، وجاذبة لكبرى الشركات العالمية، ومقصداً لكل العالم.

إنه خليفة العطاء، خليفة الذي حمل في قلبه جميع صفات الراحل زايد، وزاد عليه في تحقيق ما كان يطمح إليه المؤسس رحمه الله، ومن خلاله حققت الإمارات مكانة عالية بين الدول، وفي محيطها الخليجي كانت الإمارات ومازالت بيت الحكمة والمحبة والتآلف، والجار الذي يعشق العطاء وينادي بالاستقرار، وهذا هو منهاج الإمارات على المستويين العربي والدولي، فكانت سباقة في دعم اقتصاديات العديد من الدول، ووقوفها مع الشرعية والحق والعدالة ونصرتها لأمن الشعوب واستقرارها.

اليوم يرحل عنا خليفة بعد أن أدى الرسالة وحمل الأمانة بكل صدق ومسؤولية كما عاهد أباه، وكان مثالاً يحتذى به في الوعد والعهد، ويسلم تلك الأمانة إلى شقيقه وعضيده محمد بن زايد، محمد الأمل وصانع الأمجاد وباني إمارات المستقبل، حاملاً مشعل أبيه الذي توهج بحب الإمارات وأبنائها، ومعانقاً قلب أخيه الراحل خليفة الذي نبض بعشق هذه الأرض، ومكملاً لمسيرة النجاح، وكاتباً لقصة جديدة من قصص البناء، فهو الأمل الذي يصنع المستقبل لأرض خصبة تروى بسيل من الحب والعشق والانتماء، إنها الإمارات التي تؤكد يوماً بعد يوم بأن زايد الخير باقٍ، فهو باقٍ في ما أسسه، وباقي في ما زرعه وغرسه، فكان خليفه واليوم محمد، وجميعهم مرآة لزايد الخير، لذلك فهو باقٍ وأبناؤه باقون.

أهلاً بمحمد بن زايد، فأنت خير خليف لخير سلف، ليبقى الخير وتبقى الإمارات، ويهنأ شعبها في مسيرة الخير والنجاحات.