الرأي

بشارات المرحلة الجديدة

ليس من عاقل وصلته تلك التغريدة التي صدرها أخيراً واحد من أولئك الذين يعتبرون أنفسهم «معارضة» يحرض من خلالها على كل إيجابي في العلاقة بين مملكة البحرين ودولة إسرائيل ويهدد بالإضرار إليها إلا وقال إنها تعبر عن قصر نظر، أما سبب هكذا تعليق فلأن ما جاء في تلك التغريدة التي «ربما» فسر صاحبها بشكل خاطئ بعض ما ورد أخيراً في خطاب عيسى قاسم بمناسبة «يوم القدس» لا يمكن وصفه بغير هكذا وصف خصوصاً وأن التحريض تجاوز إلى جرح كل الخطوات الإيجابية التي حصلت أخيراً ووفرت حالة من الفرح في العديد من البيوت وأوسعت من هامش الأمل والإحساس بأن البلاد مقبلة على مرحلة جديدة يتجاوز فيها الجميع ما مضى ويكون لكل يد مخلصة فرصة للمشاركة في البناء والتنمية.

من الأمور التي ينبغي أن ينتبه إليها أولئك الذين يعتبرون أنفسهم «قادة للمعارضة» في الخارج وفي الداخل أن التغريدات الناقصة والمعبرة عن قلة دراية وخبرة بالعمل السياسي والتي يفرح بنشرها البعض وتفرح بعضاً آخر تسيء إليهم وإلى «حراكهم» وعلى الخصوص إن لم يصدر عنهم ما يعبر عن رفضهم لها لأنهم يكونون بذلك متبنين لما ورد فيها.

إن «معارضة» ترى ما يجري في الداخل من تحرك محمود وترى ما نتج ويمكن أن ينتج عن ذلك التحرك من مكاسب ينتظرها العامة لا مفر أمامها سوى أن تعبر عن موقفها من ذلك وإلا فإنها ستجد نفسها منقادة لتأييد مثل تلك التغريدات غير المسؤولة وأهلها.

الاستمرار في هكذا حالة يعني الاستمرار في اللاشيء وفي تكرار الأخطاء، وفي هذا تأكيد على عدم القدرة على اقتناص الفرص وممارسة العمل السياسي.

البحرين مقبلة على مرحلة جديدة لن يستفيد منها سوى من ينظر إلى الأمور بواقعية، أما الاستمرار في سوء التقدير وعدم اتخاذ موقف مما ينشر هناك وهنا من تغريدات سالبة وما يصدر من بيانات ضيقة الأفق من شأنه أن يضعف «المعارضة» يعجل بنهايتها.