تشيرنوبل.. ماذا تفيد الذّكرى إن لم تكن هناك عبرة؟
السبت 30 / 04 / 2022
أحْيَا العالم ذكرى تشيرنوبل الحادثة النّووية الإشعاعية الكارثية، التي وقعت في المفاعل رقم 4 من محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية، في يوم السبت 26 أبريل من عام 1986، قرب مدينة بريبيات في شمال أوكرانيا السوفيتية، وتعد أكبر كارثة نووية شهدها العالم.
حدثت عندما كان ما يقرب من 200 موظف يعملون في مفاعل الطاقة النووي بينما كان يتم إجراء عملية محاكاة وتجربة في الوحدة الرابعة التي وقع فيها الانفجار.
حينها هذا الانفجار الذي بموجبه أُعلِنت منطقة تشرنوبل في أوكرانيا «منطقة منكوبة». واليوم وفي نفس البلد تهدّد الأطراف المتنازعة في حرب أوكرانيا بالسلاح النّووي، تهديد بموجه احتمال إحداث نكبة عالمية وليس فقط أحداث نكبة أوكرانية.
وقعت حادثة تشيرنوبل رغم إرهاصات سبقت حدوثها، في الوقت الذي كان العالم يرقب، قادة القوى المهيمنة عليه والمتحكمة في مصيره، وهي في تَسابق وسِباق، إن كان ذلك تحت مسمى امتلاك الطّاقة النّوية أم السلاح النّووي فالخطر على البشرية بالإبادة منهما واحد.
ففي كنف ذلك حصلت حادثة تشيرنوبيل رغم المعاهدات والاتّفاقات، والتّوعدات ومزاعم توخي الحذر والاحتياطات بالعزل وأخذ التّدبيرات، ثم ماذا؟
لم يستطع أحد أن يمنع التّسربات أو أن يوقف الإشعاعات، ولا أن يسيطر أو يقدر على الحدِّ من المأساة. فقد سرَت الأضرار الفتّاكة من بين المفاعلات، وخرجت عن السّيطرة، تماماً كملاحقة السّراب، على مدى البحار والمحيطات. فأصابت الأخضر واليابس، اليافع واليانع، وطالت حتّى الجينات فشوّهت و أبادت من البشر والحيوانات، وكذلك سرطنت من الثّروات البيئية، المياه والنباتات.
هذا ما كان من تسرّبات، يَا تُرَى ماذا يكون إذا ما استخدم صَنيعُ المفاعلات من سلاح نووي مدمّر، قد طُوِّرَ على نحو، من شأنه أن يمحق ما على وجه الأرض ولا يسلَم بعدها من ضرِّه كلُّ ما هو آتٍ؟
اليوم يقف العالم ونقف جميعاً، أمام مسرح التّلويح والتّرهيب بالنّووي في الحرب على أوكرانيا، الأمر الذي تنحبس له أنفاسنا، إذ من ورائه ندرك، أننا على شفا الهاوية والهلاك، وأن ما يهدّدنا من خطر هو رهن كبسَة زِر يقرّرها أحدهما، إما ببرودة القطب الشّمالي أو بهدوء المحيط الهادئ، لتزلزل المعمورة وتجعل عاليها سافلها.
فعلى إثر حادثة تشيرنوبل، علت الأصواتِ بالتّنديد، وخرجت المظاهرات من شرقها وغربها، وتصدّرت الصحف مقالات الاستِشناع والاستِنكار بكل اللّغات، وفي إطار توعية الناشئة أدرِجت الحادثة بين مواضيع القضايا التي تدرّس في مناهج التّعليم.
ولم يُثنني كلُّ ذلك عن استمرار سَير التّخضيب، ولم يضع حدّاً للاستماتة في حيازة الأسلحة النّووية، والتصدّي في سبيل التّفرد والتّحكم بها، بل ولم يكن من الاتّعاظ إلاّ مجرد إحياء ذكرى!
ماذا تفيد الذّكرى إن لم تكن هناك عبرة؟
ليكن إحياء هذه الحادثة أن نقرع جميعاً جرس الخطر للإنذار، ونطلق النّداء بأن «لا» للأسلحة النّووية وأسلحة الدّمار الشّامل، وإيقاف الحرب واستبدال السّلام في كل الدّيار.
يا منظمات حقوق إنسانية! يا مجتمعات مدنيّة! يا جمعيات الرأفة بالحيوان من غير البشرية! يا أيها القائمون على الموارد والموازنة البيئية! هل من مجيب؟!
في هذه المناسبة تحركوا وتداركوا، قبل أن تقع الواقعة، وقبل أن يصبح هناك حادثة أو كارثة ! لا ينفع بعدها شجَبٌ أو تنديد.
تعقَّلوا يا أصحاب هذا الشّأن واعتبروا وتجنّبوا الكارثة، فالتلويح بها قد يؤدي إليها، إن كان القرار لأحدكما أو كلاكماـ، فإنّ العالَم لنا كلّنا!
لكم خالص التقدير والاحترام.
حدثت عندما كان ما يقرب من 200 موظف يعملون في مفاعل الطاقة النووي بينما كان يتم إجراء عملية محاكاة وتجربة في الوحدة الرابعة التي وقع فيها الانفجار.
حينها هذا الانفجار الذي بموجبه أُعلِنت منطقة تشرنوبل في أوكرانيا «منطقة منكوبة». واليوم وفي نفس البلد تهدّد الأطراف المتنازعة في حرب أوكرانيا بالسلاح النّووي، تهديد بموجه احتمال إحداث نكبة عالمية وليس فقط أحداث نكبة أوكرانية.
وقعت حادثة تشيرنوبل رغم إرهاصات سبقت حدوثها، في الوقت الذي كان العالم يرقب، قادة القوى المهيمنة عليه والمتحكمة في مصيره، وهي في تَسابق وسِباق، إن كان ذلك تحت مسمى امتلاك الطّاقة النّوية أم السلاح النّووي فالخطر على البشرية بالإبادة منهما واحد.
ففي كنف ذلك حصلت حادثة تشيرنوبيل رغم المعاهدات والاتّفاقات، والتّوعدات ومزاعم توخي الحذر والاحتياطات بالعزل وأخذ التّدبيرات، ثم ماذا؟
لم يستطع أحد أن يمنع التّسربات أو أن يوقف الإشعاعات، ولا أن يسيطر أو يقدر على الحدِّ من المأساة. فقد سرَت الأضرار الفتّاكة من بين المفاعلات، وخرجت عن السّيطرة، تماماً كملاحقة السّراب، على مدى البحار والمحيطات. فأصابت الأخضر واليابس، اليافع واليانع، وطالت حتّى الجينات فشوّهت و أبادت من البشر والحيوانات، وكذلك سرطنت من الثّروات البيئية، المياه والنباتات.
هذا ما كان من تسرّبات، يَا تُرَى ماذا يكون إذا ما استخدم صَنيعُ المفاعلات من سلاح نووي مدمّر، قد طُوِّرَ على نحو، من شأنه أن يمحق ما على وجه الأرض ولا يسلَم بعدها من ضرِّه كلُّ ما هو آتٍ؟
اليوم يقف العالم ونقف جميعاً، أمام مسرح التّلويح والتّرهيب بالنّووي في الحرب على أوكرانيا، الأمر الذي تنحبس له أنفاسنا، إذ من ورائه ندرك، أننا على شفا الهاوية والهلاك، وأن ما يهدّدنا من خطر هو رهن كبسَة زِر يقرّرها أحدهما، إما ببرودة القطب الشّمالي أو بهدوء المحيط الهادئ، لتزلزل المعمورة وتجعل عاليها سافلها.
فعلى إثر حادثة تشيرنوبل، علت الأصواتِ بالتّنديد، وخرجت المظاهرات من شرقها وغربها، وتصدّرت الصحف مقالات الاستِشناع والاستِنكار بكل اللّغات، وفي إطار توعية الناشئة أدرِجت الحادثة بين مواضيع القضايا التي تدرّس في مناهج التّعليم.
ولم يُثنني كلُّ ذلك عن استمرار سَير التّخضيب، ولم يضع حدّاً للاستماتة في حيازة الأسلحة النّووية، والتصدّي في سبيل التّفرد والتّحكم بها، بل ولم يكن من الاتّعاظ إلاّ مجرد إحياء ذكرى!
ماذا تفيد الذّكرى إن لم تكن هناك عبرة؟
ليكن إحياء هذه الحادثة أن نقرع جميعاً جرس الخطر للإنذار، ونطلق النّداء بأن «لا» للأسلحة النّووية وأسلحة الدّمار الشّامل، وإيقاف الحرب واستبدال السّلام في كل الدّيار.
يا منظمات حقوق إنسانية! يا مجتمعات مدنيّة! يا جمعيات الرأفة بالحيوان من غير البشرية! يا أيها القائمون على الموارد والموازنة البيئية! هل من مجيب؟!
في هذه المناسبة تحركوا وتداركوا، قبل أن تقع الواقعة، وقبل أن يصبح هناك حادثة أو كارثة ! لا ينفع بعدها شجَبٌ أو تنديد.
تعقَّلوا يا أصحاب هذا الشّأن واعتبروا وتجنّبوا الكارثة، فالتلويح بها قد يؤدي إليها، إن كان القرار لأحدكما أو كلاكماـ، فإنّ العالَم لنا كلّنا!
لكم خالص التقدير والاحترام.