أبعد من برنامج 'كفو يا بطل'
الأحد 10 / 04 / 2022
يقول البعض إن هذه ظاهرة غريبة؛ حيث يشاد بالإبداع البحريني خارج البحرين، وفي البحرين يتم إحباط مبدعيه، وأردّ، بل بالعكس، هذه هي البحرين مع الأسف؛ حيث يقتل المجتمع البحريني الإبداع، ولا يسمح بالتميّز.
هذا ما حصل مع برنامج «كفو» الذي حصل على متابعة وإشادة كبيرتين من الجمهور الخليجي، بل والعربي بعد أن ساعدت وسائل التواصل الاجتماعي في نشره على مستوى أوسع، ونال البرنامج استحسان الجميع، وقارنوا بينه وبين البرامج التي تذاع بعد الإفطار على بقية القنوات، وكلفت الملايين مثل برنامج «رامز» على قناة «الأم بي سي»، من حيث التكلفة قياساً بالنتيجة والرسالة والأثر المرجوّ، وطلب الكثير من المغردين الخليجيين من تلفزيوناتهم أن تقتديَ بهذا النموذج البحريني الإعلامي المشرّف مما دفع بالسفير البحريني في المملكة العربية السعودية الشيخ عبدالرحمن الخليفة لشكر المغرد السعودي على إشادته بتلفزيون البحرين، وتوالت الإشادات من الكويت ومن عمان والعراق والأردن...
ومنذ اليوم الأول لرمضان بدأ المغرد البحريني، وهم معدودون وقليلون جدّاً قياساً بحضور المغردين السعوديين على سبيل المثال أو الإماراتيين. البحرينيون قاموا بمهاجمة التلفزيون، بعضهم معروفون بتخصصهم وتفرغهم للهجوم على الإعلام، وبعضهم عبروا عن المزاج البحريني العام الذي لا يرى إبداعاً يمكن أن يظهر من بين أبنائه، ويستكثر أن يكون هناك فئة متميزة عنه لديها هبة من رب العالمين، ونمت مواهبها، وتعبت على نفسها، واستطاعت أن تتميز عن غيرها، هذا التميز والنجاح غير مسموح به في المجتمع البحريني؛ لذلك كان نجومنا ومشاهيرنا قلّة، وهذه القلة محاربوها أكثر من مشجعيها.
المؤسف أن برنامج «كفو» لم يكن العمل الإبداعي الأول الذي يحبط في البحرين، ويشاد به في الخارج، والمبدع البحريني لهذا العمل لم يكن الأول الذي يحبط من الجمهور البحريني، ويُحتفى به خارج البحرين. فالعديد من الطيور المهاجرة البحرينية لم تهاجر كلها بسبب الإهمال من الدولة وعدم تقديرها المبدعين كما يشاع، إنما بسبب البيئة الاجتماعية التي تستكثر على واحد من أبنائها البحرينيين أن يكون متميزاً وناجحاً، نعم لنقرّ بكل أسف أن هذه سمة اجتماعية سائدة، وهي لا تحتاج إلى التعميم بالتأكيد لتؤكد حضورها وتأثيرها السلبي. والأكيد أن هناك من يخالف هذه القاعدة، ولكننا نشير إلى ظواهر اجتماعية سائدة ومنتشرة ومؤثرة، وتسببت في قتل الإبداع وقمعه والزهد فيه والانكفاء، أو تسببت في هجرته لبيئة أخرى يجد فيها نفسه.
ألسنا من نقول عن البحرينيين الناجحين في الخارج إنه لو كان في البحرين لما تميز ولما نجح ولما أصبح نجماً؟ اللوم ليس على الدولة ومؤسساتها دائماً، بل اللوم أيضاً على المجتمع الذي لا يسمح بتقدير المتميز بما يستحقه ومنحه مساحة لينمو فيها، لأنه غير مسموح لك بالتميّز أصلاً.
أما المصيبة والكارثة فهي أن هناك مجموعة متخصصة ومتفرغة مهمتها في الحياة مطاردة المبدعين، ولا تقف دقيقة واحدة أمام ما هي مصلحة البحرين واسم البحرين، وهناك مجموعات الحروب الشخصية والتصفيات الحسابية التي لا تهمها أيضاً المصالحة البحرينية أو اسم البحرين الذي يعلو مع إبداع المبدعين؛ فهؤلاء تعرف كل واحد تبع من، ومن يحركه.
هذا عن دور المجتمع، أما دور الدولة فألخصه بسطر واحد فقط، لقد ضاعت قيمة الإبداع بعد أن أصبحت الجوائز والدروع تعطى كترضيات، فتساوى المبدع الحقيقي مع (أي كلام) حصل مثله على التكريم إرضاءً له أو لجماعته أو لرئيسه الذي رشحه أو «يالله قاصرنا اسمين، حط فلانه وفلان يستاهلون خدومين ضمن القائمة»!!
ومن بعد ذلك نشكو لماذا ليس لدينا مشاهير أو مبدعون أو متميزون؟
هذا ما حصل مع برنامج «كفو» الذي حصل على متابعة وإشادة كبيرتين من الجمهور الخليجي، بل والعربي بعد أن ساعدت وسائل التواصل الاجتماعي في نشره على مستوى أوسع، ونال البرنامج استحسان الجميع، وقارنوا بينه وبين البرامج التي تذاع بعد الإفطار على بقية القنوات، وكلفت الملايين مثل برنامج «رامز» على قناة «الأم بي سي»، من حيث التكلفة قياساً بالنتيجة والرسالة والأثر المرجوّ، وطلب الكثير من المغردين الخليجيين من تلفزيوناتهم أن تقتديَ بهذا النموذج البحريني الإعلامي المشرّف مما دفع بالسفير البحريني في المملكة العربية السعودية الشيخ عبدالرحمن الخليفة لشكر المغرد السعودي على إشادته بتلفزيون البحرين، وتوالت الإشادات من الكويت ومن عمان والعراق والأردن...
ومنذ اليوم الأول لرمضان بدأ المغرد البحريني، وهم معدودون وقليلون جدّاً قياساً بحضور المغردين السعوديين على سبيل المثال أو الإماراتيين. البحرينيون قاموا بمهاجمة التلفزيون، بعضهم معروفون بتخصصهم وتفرغهم للهجوم على الإعلام، وبعضهم عبروا عن المزاج البحريني العام الذي لا يرى إبداعاً يمكن أن يظهر من بين أبنائه، ويستكثر أن يكون هناك فئة متميزة عنه لديها هبة من رب العالمين، ونمت مواهبها، وتعبت على نفسها، واستطاعت أن تتميز عن غيرها، هذا التميز والنجاح غير مسموح به في المجتمع البحريني؛ لذلك كان نجومنا ومشاهيرنا قلّة، وهذه القلة محاربوها أكثر من مشجعيها.
المؤسف أن برنامج «كفو» لم يكن العمل الإبداعي الأول الذي يحبط في البحرين، ويشاد به في الخارج، والمبدع البحريني لهذا العمل لم يكن الأول الذي يحبط من الجمهور البحريني، ويُحتفى به خارج البحرين. فالعديد من الطيور المهاجرة البحرينية لم تهاجر كلها بسبب الإهمال من الدولة وعدم تقديرها المبدعين كما يشاع، إنما بسبب البيئة الاجتماعية التي تستكثر على واحد من أبنائها البحرينيين أن يكون متميزاً وناجحاً، نعم لنقرّ بكل أسف أن هذه سمة اجتماعية سائدة، وهي لا تحتاج إلى التعميم بالتأكيد لتؤكد حضورها وتأثيرها السلبي. والأكيد أن هناك من يخالف هذه القاعدة، ولكننا نشير إلى ظواهر اجتماعية سائدة ومنتشرة ومؤثرة، وتسببت في قتل الإبداع وقمعه والزهد فيه والانكفاء، أو تسببت في هجرته لبيئة أخرى يجد فيها نفسه.
ألسنا من نقول عن البحرينيين الناجحين في الخارج إنه لو كان في البحرين لما تميز ولما نجح ولما أصبح نجماً؟ اللوم ليس على الدولة ومؤسساتها دائماً، بل اللوم أيضاً على المجتمع الذي لا يسمح بتقدير المتميز بما يستحقه ومنحه مساحة لينمو فيها، لأنه غير مسموح لك بالتميّز أصلاً.
أما المصيبة والكارثة فهي أن هناك مجموعة متخصصة ومتفرغة مهمتها في الحياة مطاردة المبدعين، ولا تقف دقيقة واحدة أمام ما هي مصلحة البحرين واسم البحرين، وهناك مجموعات الحروب الشخصية والتصفيات الحسابية التي لا تهمها أيضاً المصالحة البحرينية أو اسم البحرين الذي يعلو مع إبداع المبدعين؛ فهؤلاء تعرف كل واحد تبع من، ومن يحركه.
هذا عن دور المجتمع، أما دور الدولة فألخصه بسطر واحد فقط، لقد ضاعت قيمة الإبداع بعد أن أصبحت الجوائز والدروع تعطى كترضيات، فتساوى المبدع الحقيقي مع (أي كلام) حصل مثله على التكريم إرضاءً له أو لجماعته أو لرئيسه الذي رشحه أو «يالله قاصرنا اسمين، حط فلانه وفلان يستاهلون خدومين ضمن القائمة»!!
ومن بعد ذلك نشكو لماذا ليس لدينا مشاهير أو مبدعون أو متميزون؟